أكد الأسير المحرر قاسم عواد، أن الاحتلال يمارس سياسة الاغتيال بحق الأسرى الفلسطينيين في سجونه.
وحذر من تصعيد هذه السياسة بسبب تكرارها على مدار السنوات السابقة.
وفي التاسع من الشهر الجاري، استشهد الأسير رائد الجعبري أثناء نقله من سجن "عوفر" إلى سجن "أيشل" في بئر السبع، وادعت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية أن الأسير الجعبري شنق نفسه.
وهذا ما نفاه عواد، وهو مدير العلاقات العامة والإعلام في هيئة شؤون الأسرى والمحررين شمال الضفة الغربية؛ وقال إن التشريح الذي اجري لجثمان الشهيد في معهد "ابو كبير" أثبت أن سبب الوفاة إصابة الجعبري بضربة شديدة بالرأس، وتحديدا في العضلة الصدغية اليسرى من الرأس وبقطر 4.25 سم، ما أدت إلى نزيف في الدماغ وارتجاج في خلايا الدماغ قادت إلى وفاته؛ بالإضافة إلى آثار تعذيب في الفم وضرب في منطقة العينين والصدر.
وتابع، أن الشهيد لم يكن يعاني من أمراض، ولم تظهر أية آثار للشنق.
ونوه عواد، أن الاحتلال يهدف من خلال هذه السياسة التي يتبعها إلى "الانتقام من أبطال شعب فلسطين الذين لم يرضخوا له على امتداد سنوات الاحتلال، وترهيب الأسرى مما قد يتعرضون له من تصفية جسدية إذا لم يرضخوا للسجان، في سياسة تهدف لهزيمة الأسير معنويا واستسلامه في صراع الإرادات".
ومع استشهاد الأسير رائد الجعبري في سجون الاحتلال الإسرائيلي يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 207 شهيدا.
وأضاف: "بما أنه لم يتم محاسبة أحد من السجانين الذين يقومون بهذه التصفيات فنحن نؤمن بأن دولة الاحتلال تؤمن الغطاء لمن يقوم بهذه الممارسات، ووحدها لجان التحقيق القادرة على تحديد ما إذا كانت عملية اغتيال أو عنف موجه ضد اسرانا البواسل".
لكنه أردف: "هذا يدفعنا جميعا للقلق والتأهب لاستقبال اسرى شهداء جدد في أي لحظة ما لم يتم وضع حد لعربدة هذا المحتل وجرائمه".
وانتقد عواد عدم التفاعل الكبير مع قضايا الأسرى بالشكل الذي يرتقي لنضالاتهم.
ودعا إلى رفع قضية في المجلس العالمي لحقوق الإنسان وفي محكمة الجنايات الدولية، كما تم تقديم طلب إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي لتشكيل لجنة تقصي حقائق حول ظروف استشهاد الأسيرالجعبري.
عواد قال إن الجعبري استشهد خلال نقله من قبل قوات ما يسمى بـ"النحشون" من سجن عوفر العسكري إلى سجن "أيشل" في بئر السبع حيث أصيب بضربة قاتلة في منطقة الرأس أدت إلى نزيف دماغي ووفاته فورا.
قوات "النحشون" لها تاريخ طويل في قمع الأسرى الفلسطينيين وتتبع إدارة السجون، كما يوضح عواد، ويعني اسمها "القوة والصلابة والقسوة"، وشكلت لقمع المعتقلين، وأفرادها مزودين بأحدث الأسلحة وأدوات البطش.
وشهدت السجون والمعتقلات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة العشرات من عمليات القمع المباشرة، وأدت إلى اصابة المئات من الأسرى، وتصاعدت هذه الاعتداءات في السنوات الأخيرة، وتصنف كجرائم حرب، مما يتطلب توثيقها وملاحقة مرتكبيها في المحاكم الدولية، بحسب عواد.
والشهيد الجعبري (35 عاماً) من مدينة الخليل أب لسبعة أطفال، اعتقله الاحتلال بزعم محاولة دهس مستوطنة قرب الخليل، ولم يصدر حكم ضده، حيث كان موقوفا منذ 26 تموز/يوليو الماضي في سجن "ايشل".