حالت الحشود غير المتوقعة مساء أمس في العاصمة عمّان، دون إقامة حفل توزيع جوائر مؤسسة فلسطين الدولية الثقافية وأمسية للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي، فيما اعتبرت المؤسسة أن قرار التأجيل " كان حكيما"، وسط نفي رسمي من وزارة الثقافة الأردنية لـ CNN بالعربية، بأن يكون التأجيل قد تم لأسباب "سياسية."
وتجمهر الآلاف من متابعي البرغوثي أمام المركز الثقافي الملكي قبيل ساعات من بدء الأمسية، وبأعداد قدرها منظمون بنحو 3500 ، في الوقت الذي لم تكن تتسع القاعات المحجوزة في المركز سوى إلى نحو ألف من الحضور.
من جهتها، نفت وزيرة الثقافة الأردنية الدكتورة لانا مامكغ التي رعت الاحتفالية، أن يكون التأجيل قد تم "لأسباب سياسية"، مبينة أن جاء بناء على طلب الجهة المنظمة لأسباب تنظيمية .
وقالت مامكغ في تصريحات موقعنا الأحد: "ببساطة التأجيل تم بسبب الشعبية الكبيرة التي فاقت التصور وعدم قدرة المركز على استيعاب الأعداد.. من الصعب كان ضبط احتفالية بهذا العدد وبهذا المستوى .. الحقيقة أن هذا الحضور أشعرني بالفرح لأنه دليل على أن الحركة الإبداعية ما تزال بخير."
كما أكدت مامكغ أن الوزارة جاهزة لرعاية الاحتفالية مجددا، وأضافت قائلة: "البرغوثي صوت منفرد جدا ومكسب للحركة الثقافية وقد أثبت حضوره عربيا.. أحيانا نقيم فعاليات فنصاب بخيبة أمل من حجم الحضور، وأحيانا أخرى نصاب بالدهشة وهذا ما حصل يوم أمس."
التأجيل الذي أغضب الشاعر البرغوثي في حينها، دفعه لبث تغريدات وتعليقات عبر صفحاته الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، اعتذر فيها للجمهور الأردني، وقال في إحدى التغريدات: "غاضب من موظفين يخافون الناس .. يخافون الكثرة حيث كانت . مدير المركز الثقافي الملكي يلغي الأمسية قبل بدئها لكثافة الحضور!!"
وتعتبر هذه الأمسية هي الثانية منذ عام 2000، حيث لم يلتق البرغوثي بالجمهور الأردني منذ ذلك الوقت.
وكتب البرغوثي على صفحته على الفيسبوك عددا من التعليقات، من بينها :" أنا في حال من الغضب الشديد بسبب إلغاء أمسيتي في عمان، الأسباب التي أخبرني بها مدير المركز الثقافي الملكي غير مقنعة. لم نسمع عن أمسية تُلغى بسبب كثرة عدد الحضور. تضاربت الأخبار حسب الجهة التي كانت تشرح لي أسباب الإلغاء، ولكن الكل اتفقوا أنه كانت هناك ثلاث قاعات، منها قاعة المسرح الرئيسية، تتسع معا لألف شخص وأنها امتلأت جميعا. أنا ممتن أشد الامتنان ومدين إلى آخر مدى لكل من أكرمني بقصد حضور هذه الأمسية. ولا بد من اعتذار إدارة المركز الثقافي الملكي ووزارة الثقافة من الناس."
من جانبه، قال الدكتور أسعد عبد الرحمن المتحدث باسم مؤسسة فلسطين الدولية، لـ CNN بالعربية الأحد، إن قرار التأجيل كان حكيما، واتخذته المؤسسة بالتنسيق مع إدارة المركز .
وبيّن عبد الرحمن قائلاً: "الساحات الخارجية امتلأت والقاعات الداخلية لا تتسع سوى إلى ألف.. لا يمكنني في هذه الحالة أن أغلق الأبواب ولا أسمح للجمهور بالحضور وهناك نحو 3500، الآن نحاول تحديد موعد جديد للأمسية خلال أسبوعين."
ولفت عبد الرحمن، إلى أن بطاقات الدعوة التي تم توزيعها كانت دعوة عامة لكنها لم تعلن في وسائل الإعلان ما يعني أن هناك بالفعل جمهور كبير للشاعر في عمّان.
وأضاف: "كتبنا على بطاقات الدعوة "المقاعد محدودة والأولوية للحضور المبكر... قبل أكثر من ساعة كانت الساحات الخارجية مليئة ما حصل أشبه بالتظاهرة لم يكن بالإمكان إقامة الفعاليات على هذا النحو."
بالمقابل رأى الناشط أحمد أبو حمد، أن تأجيل الأمسية لم يكن مبررا، وأن الشاعر البرغوثي كان متواجدا لأداء بروفا قبل موعد الأمسية بساعة ونصف وعلم بأعداد الحاضرين .
وبيّن أبو حمد الذي حضر إلى موقع المركز قبل ساعة ونصف من موعد الأمسية: "طلبنا من إدارة المركز توزيع بطاقات بالأرقام لمن حضر مبكرا لكنهم لم يستجيبوا وفتحوا الأبواب الساعة الخامسة ودخل الجمهور لكنهم بعد قليل طلبوا منهم المغادرة عندما اكتظت القاعات بهم."
وأضاف "أعتقد أن التأجيل لا يتعلق بمسألة تنظيمية فقط .. هناك بعد سياسي ربما حتى لا يعود تميم مجددا لتقديم أمسية."