نشر موقع Big Think الأمريكي، تفاصيل بحث يشير بوضوح إلى أن 126 نوعاً من الحيوانات قد تحمل فيروسات كورونا الجديدة.
يشار إلى أنه على الرغم من أن الكائن البشري لا يصاب حتى الآن إلا بسبعة أنواع من فيروسات كورونا، منها سارس وكوفيد-19، فإن هذه الفيروسات التاجية تضم بالأصل عائلة كبيرة وتنتشر على نطاق أوسع في المملكة الحيوانية، وقد حدد العلماء بداخلها مئات السلالات الفريدة.
بحسب الدراسة، فإن بعض الحيوانات قد تصاب بعدة فيروسات كورونا في الوقت نفسه، وهو ما قد يُحدث اندماج بعض الجينات من الفيروسات المختلفة وتكاثرها، لينتج عن ذلك فيروس كورونا جديد، حيث تسمى هذه العملية الطبيعية إعادة الاندماج، وهي ما أنتجت فيروس SARS-CoV-2 الذي يسبب كوفيد-19.
دراسة تنبؤية
من جانبهم، ابتكر الباحثون القائمون على هذه الدراسة الجديدة نموذجاً حاسوبياً للتنبؤ بأنواع الحيوانات التي يرتفع احتمال تحوُّلها لـ"خزّانات" لفيروسات كورونا. وبالاستعانة ببيانات من قاعدة بيانات GenBank، التابعة للمعاهد الوطنية للصحة بأمريكا، قارن الفريق بين 411 فيروس كورونا و876 نوعاً من الثدييات المعروفة بإصابتها بفيروس كورونا.
وتوقع النموذج أن كل نوع من أنواع فيروسات كورونا يمكن أن يصيب، في المتوسط، أكثر من 12 نوعاً من الحيوانات الثديية المضيفة. وفي الوقت نفسه، أشارت النتائج إلى أن كل مضيف من الثدييات يمكن أن يصاب بنحو خمسة أنواع مختلفة من فيروس كورونا.
أما من حيث إعادة الاندماج، فتشكل بعض أنواع الثدييات تهديدات كبيرة. إذ أشارت الدراسة إلى أن الخنزير الداجن يمثل خطورة عالية، لأنه يُعرف بإيوائه أنواعاً كثيرة من فيروسات كورونا.
وحددت الدراسة أيضاً الأنواع التي قد يتَّحد فيها SARS-CoV-2 مع فيروسات كورونا الأخرى. وكان من هذه الأنواع الخفاش الأصفر الآسيوي الصغير، والقنفذ الأوروبي، والأرانب الأوروبية، والشمبانزي، والقرد الأخضر الإفريقي والقطط المنزلية، التي تُعرف بالفعل إصابتها بفيروس SARS-CoV-2، رغم غياب أي دليل على أن القطط أو الحيوانات الأليفة الأخرى يمكنها نقل فيروس كورونا الجديد للبشر.
وضمت القائمة أيضاً الجمل العربي، وهو "مضيف معروف لعدة فيروسات كورونا والطريق الأساسي لانتقال فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS-COV إلى البشر". وسيزداد الأمر خطورة إذا أُعيد اتحاد MERS-CoV وSARS-CoV-2، بالنظر إلى أن الأول شديد الفتك والثاني شديد العدوى.
على أنه من الضروري أن تجتمع العديد من العوامل حتى تندمج فيروسات كورونا وتولّد فيروس كورونا جديداً، وكون الحيوان عرضة للإصابة بعدة فيروسات لا يعني أن تلك الفيروسات ستعيد الاندماج. لكن الفريق القائم على الدراسة أشار إلى أن العلماء على الأرجح يقللون من شأن أعداد الحيوانات التي قد تنشأ عنها فيروسات كورونا جديدة، إلا أن هذه النتائج قد تساعد في إعلام برامج المراقبة بالأنواع المعرضة للخطر.
وكتب الباحثون: "هذه المعلومات بإمكانها المساعدة في إرشاد استراتيجيات الوقاية والتخفيف وتوفير نظام إنذار مبكر حيوي عن فيروسات كورونا الجديدة في المستقبل".