تقرير وفاء بعيرات
"جنونـاً ووهماً من الخيال, إذ ليس من الممكن أن نعتبر أن بضعة من الأعشاب قد تشفي من جميع الأمراض، فالله تعالى ما خلق داءٍ إلا وخلق له دواء، فالدواء قد يكون في الأعشاب وقد يكون في غيرها" هذا ما قالته الشابة لينا داوود المصابة بمرض الصدفية.
أمراض كثيرة أصبح الإنسان يبحث عن علاج لها، لكن دون جدوى، العلاج بالأعشاب هي طريقة يلجأ إليها الكثير، لكن هل سيكون العلاج بها حقيقةً أم وهم.
فسحة أمل
ما إن تتجول في الأسواق إلا و تجد العديد من محلات العطارة، و ما يرافقها من أخصائي أعشاب طبية، فالعلاج بها أصبح فسحة أمل لهؤلاء الذين عجز الطب الحديث عن علاجهم من أمراضهم المزمنة.
المواطنة أم سامة تقول: "أنها تستخدم الأعشاب و خاصة البابونج و اليانسون كعلاج للسعال و المغص عند أطفالها، وتضيف "كأس من الزهورات قادر على أن يحسن الحال فهي تجدي نفعاً أكثر من الأدوية الكيماوية في معظم الأحيان".
و يعقب على قولها الشاب أيمن قائلاً: " الطب البديل تفوق على الطب الحديث، والأدوية الحديثة, فالعلاج به لا يوجد له أعراض جانبية، فأنا كنت أعاني من الثعلبة في الرأس، وحاولت علاجها عند أكثر من دكتور و مثل ما بحكي المثل (قطعت الطب و الدوا)، وحاولت أصل لعلاج لكن دون جدوى، وفي النهاية أخبروني بأنه يوجد خبير أعشاب طبية ذهبت إليه وأعطاني وصفة، ولم أمكث طويلاً إلا وشعرت بالتحسن بشكل ملحوظ".
و على النقيض من ذلك لينا داوود تقول " أصبت في داء الصدفية منذ أكثر من خمسة سنوات، وقتها كنت أذهب إلى دكاترة الجلد، وبقيت على هذا الحال أكثر من أربعة سنوات، و لكن في السنة الأخيرة لم ألقى أي نتيجة فيئست من العلاج الكيماوي، و ذهبت أنا ووالدتي إلى حاجة تقوم بتحضير وصفات طبية من الأعشاب، و تضيف أن مرض الصدفية كان في رأسي فقط، إلا أنني بعد استخدام هذه الوصفات انتشرت على جسمي بأكمله، وصفات وصفتها لي كان سعرها باهظ الثمن ولكن كانت النتيجة مؤلمة".
و تضيف أن مسألة الأعشاب والتداوي بها قد يكون له أضراراً فهناك أعشاب قد تكون ضارة، و ذلك بسبب إدخال مواد سامة فيها، أو صرفها من عند عطارين لا يفقهون في طرق العلاج السليمة.
فبعد أن كادت مهنة العطارة على وشك الانقراض عادت من جديد بشكل أكبر من ذي قبل.
المهندس صالح أبو شهاب خبير الأعشاب الطبية في مدينة نابلس يقول " أن العلاج بالأعشاب في هذه الأيام لجأ إليه الناس بشكل كبير كالسابق، بسبب أن معظم الأدوية الحديثة تحتوي على مادة الكورتزون الضارة، فمن الملاحظ أن الناس أصبح عندهم توعية بشكل أكثر من السابق، فأثناء رغبتهم في شراء وصفة ما فإنهم يبحثون عن الشخص المتعلم، مضيفاً إلى أن أغلب العطارين في فلسطين تجار هدفهم البيع فقط لذلك يجب توخي الحذر قبل شراء أي عشبه".
" أنا أتعامل مع 4000 صنف من الأعشاب مقارنةً بغيري فالمعظم لا يتجاوز الـ 100 عشبه، مضيفاً لقد عجز الطب الحديث عن معالجة العقم عند الطرفين أما عندنا فوصفات العقم من انجح ما يكون من بين كل 10 حالات تنجح 7 حالات ففي نهاية كل شهر نطالب الشخص العقيم بإحضار صور مخبريه للتأكد من فاعلية الوصفة" على حد قوله.
فرغم الفوائد العديدة للأعشاب إلا أن بعضها يسبب أضرارً، لذا يجب استشارة الخبراء قبل تناولها، ولكن يبقى التداوي بالأعشاب لغزاً يحتاج لحل، لغزاً مليء بالأسرار يحتاج إلى من يفهمه.
ألا حان الوقت ليدخل كل شخص في حالة عدم التصديق المؤقت ولو للحظة واحدة، فعدم التصديق هي حالة يفعلها الشخص في السينما عندما يعرف أن ما يحصل ليس حقيقياً ولكنه يصدق ليتماشى مع أحداث الفيلم.