لم تكد تُطوى قضية التلاعب بمراكز الاقتراع للناخبين بالضفة الغربية المحتلة، حتى بدأت تبرز قضية جديدة تمثلت باستبعاد معلمين من الإشراف على الانتخابات على خلفية توجهاتهم السياسية، ما يضع نزاهة العملية الانتخابية على المحك.

وكشف القيادي بحركة حماس نزيه أبو عون أن هناك شكاوى عديدة من معلمين من طوباس تقدموا للإشراف على الانتخابات، وتم استبعادهم.

وقال لوكالة "صفا": "تم اختيار 300 معلم جميعهم ينتمون لحركة فتح أو محسوبون عليها، في حين استبعد عشرات المعلمين الذين ينتمون لألوان سياسية مختلفة".

وأوضح أنه ليس من الصعب معرفة انتماء وتوجهات كل معلم في المجتمع الفلسطيني المؤطر.

واعتبر أن هذه القضية من شأنها أن تؤثر على مصداقية لجنة الانتخابات إذا لم يتم تداركها في الوقت المناسب، لا سيما وقد سبقتها قضية التلاعب بمراكز الاقتراع.

وأرجع أبو عون ما يجري من تجاوزات إلى ما وصفها بالعسكرة، وهو هيمنة الأجهزة الأمنية على كل مفاصل السلطة.

وللتدليل على ذلك، يشير إلى عدم التزام الأجهزة الأمنية حتى الآن بمقتضيات مرسوم الحريات الذي أصدره الرئيس محمود عباس، ولا زالت الاعتقالات السياسية مستمرة.

وتساءل: من الذي يقرر؛ الرئيس أم الأجهزة؟ ومن الذي وضع الفيتو على أسماء هؤلاء المعلمين؟

وقال: "إنه وحسب متابعته لمخرجات حوارات الفصائل، فإنها ناقشت آلية اختيار طواقم الاقتراع، لكن ذلك لا يكفي، فغياب المتابعة يعطي للطرف المهيمن على الأرض فرصة التنفيذ بشكل خاطئ بما يناسب مصالحه".

لون سياسي واحد

من جانبه، قال المدرس علي خريوش من طوباس لوكالة "صفا" إنه تقدم مع كثيرين للعمل بطواقم الانتخابات، لكن تم استبعادهم لكونهم لا ينتمون لحركة فتح.

وأشار إلى أنه وبعد الإعلان عن الأسماء المختارة، فوجئوا باستبعادهم في نفس الوقت الذي تم اختيار معلمين لم يتقدموا أصلاً.

وقال: "تم الاتصال من وزارة التربية بمعلمين لم يتقدموا، وأبلغوهم باختيارهم وأنهم ملزمون بالعمل لكونهم محسوبين على نفس الطيف السياسي".

وأكد أن بعض المعلمين الذين استُبعدوا توجهوا إلى لجنة الانتخابات للاستعلام عن سبب استبعادهم، فطُلب منهم مراجعة أحد المسؤولين بوزارة التربية لكونه هو المسؤول عن هذا الملف بالوزارة.

لجنة الانتخابات

وينقسم العاملون في طواقم الاقتراع إلى معلمين تختارهم وزارة التربية والتعليم، وموظفين تعيّنهم لجنة الانتخابات من خلال الإعلان عن فتح باب التعيين.

الناطق باسم لجنة الانتخابات المركزية فريد طعم الله، أوضح لوكالة "صفا" أن اللجنة لا تتدخل في آلية اختيار المعلمين.

وقال: "هناك اتفاقية بيننا وبين وزارة التربية لتوفير الطواقم المطلوبة للعمل بكل مركز وقرية ومدينة، وحسب الأعداد التي نطلبها".

وبين أن لجنة الانتخابات تضع معايير عامة لاختيار المعلمين الذين سيعملون في مراكز الاقتراع، كأن يكونوا من نفس المدرسة التي يتم فيها الاقتراع، "لكن اللجنة لا تتدخل في طريقة الاختيار أو الإعلان عن المقبولين للعمل".

ولفت إلى أن لجنة الانتخابات تقوم بدورها بتعيين مجموعة أخرى من العاملين بطواقم الاقتراع بشكل مباشر من خارج وزارة التربية.

وأوضح أنه حتى الآن لم تتسلم اللجنة قوائم المعلمين من وزارة التربية، ولا زال الوقت مبكرا لذلك، مقدرا عدد المعلمين المطلوبين بما يتراوح بين 15-20 ألف معلم في الضفة الغربية وقطاع غزة.