حينما يُطرح موضوع تناول الحشرات نصاب فوراً بالتقزز، فمن غير المعقول أن نضع هذه الحشرات في أفواهنا؟ وحينما نرى فيديو أو صورة لشخص يتناول الحشرات قد ينتابنا شعور بالرغبة في التقيؤ.
لكن الذي أثار الجدل أكثر مؤخراً سماح المحكمة الأوروبية ببيع بعض أنواع الحشرات كطعام بشري في أوروبا، تلك القارة التي لا تعرف تناول الحشرات كطعام للبشر.
الحشرات التي سمحت بها المحكمة الأوروبية لبيعها كطعام بشري هي: حشرة "الغبشة"، والديدان الطحلبية، وصرصار الحقل، وصرصار المناطق الاستوائية والجراد المهاجر والجراد الصحراوي، ونحل العسل الغربي، وذبابة الجندي الأسود.
هذا التشريع أتى نتيجة لتحركات منذ سنوات يقوم بها مناصرو تناول الحشرات كطعام، والذين يرون فيها حلاً غذائياً مهماً لمستقبل البشرية والبيئة على وجه الأرض.
داعمو حركة تناول الحشرات يتحججون بداية بأن تناول الأطعمة وتحديد ما نأكله وما لا نأكله يخضع للعرف الاجتماعي، فمن يولد ويعيش في دولة آسيوية مثلاً سينشأ على أن تناول الحشرات أمر طبيعي جداً، في المقابل هناك بعض ما يتناوله الأوربيون تنظر له شعوب أخرى على أنه طعام مقزز، كجراد البحر، الذي يتم استيراده من بعض الدول التي ترى أن تناوله شيء لا يمكن تناوله.
هل طعامك الصحي يؤثر على صحتك النفسية؟
بالتالي فإن موضوع التقزز من الطعام هو أمر نسبي وليس له أساس علمي، وبالتالي لا يمكن اعتباره قاعدة في تحديد ما يصلح لأجسادنا وينفعها.
ويرى مناصرو تناول الحشرات كطعام أن الحشرات تحوي مواد مغذية للجسم، من أهمها البروتين، والذي قد يقارب أحياناً مقدار البروتين في اللحم، ففي حين أن 100 غراماً من اللحم البقري يحوي من 19 إلى 26 غراماً من البروتين، فإن 100 غراماً من الديدان الطحلبية قد يصل البروتين فيها إلى 25 جراماً. ويعتمد مقدار البروتين في الحشرات على الأطعمة التي يتم تغذيتها عليها.
كما تحوي الحشرات على العديد من المعادن مثل الحديد والزنك والكالسيوم والماغنيسيوم، كما أن الحشرات تحوي كمية من الفيتامينات أكبر من تلك التي يحويها اللحم البقري باستثناء فيتامين بـ12، كما تحوي بعض الحشرات مثل صرصار الحقل على مواد مضادة للالتهابات.
بالإضافة إلى ما سبق، يرى مناصرو تناول الحشرات كطعام أن تربيتها وتناولها أفضل للبيئة، حيث أن تربية الحيوانات ينتج عنها العديد من المواد الضارة بالبيئة، وبالمقابل فإن تربية الحشرات تنتج غازات ومواد ضارة أقل بكثير من ذلك، ففي حين يترتب على إنتاج كيلو غراماً من اللحم البقري حوالي 2850 غراماً من الغازات الضارة، فإن إنتاج نفس القدر من الجراد مثلاً ينتج عنه حوالي غرام ونصف فقط من الغازات الضارة.
كما أن تربية الحشرات لا تتطلب الكثير من التغذية، فإنتاج كيلو غرام من اللحم البقري يتطلب حوالي 10 كيلوغرامات من الغذاء، في حين أن إنتاج كيلوغراماً من الجراد يتطلب 1.7 كيلوغراماً من الغذاء فقط.