رفح - هاني الشاعر - صفا
قاد شغف المُسن الفلسطيني عبد المجيد يونس (73عامًا)، من رفح منذ ستينيات القرن الماضي، لامتلاك مجموعة تضم الآلاف من الطوابع البريدية، التي تعود لأزمنة مختلفة.

أكثر من 20 ألبومًا ورقيًا صنعها "يونس" بيده، لتحفظ بداخلها تلك الطوابع، التي تعود لدول وقارات مختلفة، منها: "فلسطين، المجر، مصر، الجزائر، تونس، ليبيا، سوريا، لبنان، قارات: أسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية والشمالية".

"يونس" الذي يعمل صيدلانيًا، يضع جزئياً من تلك الألبومات في صدليته الملاصقة لمنزله وأخرى على أرفف مخزن امتلأ بآلاف الكتب والمجلات القديمة، التي ما زال يحتفظ بها في منزله.

يقول "يونس" اللاجئ من قرية بربرة المحتلة، لمراسل "صفا" : "تعلقت بهواية جمع الطوابع منذ عام 1936، حتى مطلع عام 2000، الذي بدأت تظهر فيه وسائل تكنولوجية، ساهمت في تراجع استخدام المراسلات البريدية، كما كانت قديمة، وبقيت على نطاق محدود حتى يومنا هذا".

ويضيف: "قمت بصناعة أكثر من ألبوم ورقي مقوى بطريقتي الخاصة وأضع بها الطوابع التي كانت تستخدم في المراسلات البريدية المختلفة قديمًا، وباتت ملأ بأكثر من 6 ألاف طابع.

ويتابع: "الطوابع كهواية تشمل أشياء كثيرة في علم المعرفة المُعاصر، فهي موسوعة معلوماتية متكاملة؛ فالطابع أولاً لوحة فنية في التصميم، وثانيًا تحتوي على مرسوم خطي باسم الطابع والدولة باللغتين ومناسبة الطابع".

وقال إن بعض الناس يعتبر جمعها لا طائل منه، لكن بالنسبة لي إنها تاريخ وثقافة مهمة، فهي في التصنيف ضمن الموسوعات العلمية من وجهة نظري".

ويوضح أن الطوابع التي يمتلكها، تضم صور شخصيات ثقافية وأدبية وفنية وسياسية، ثورية"، وبيئة كل دولة، من صور "حيوانات، نباتات، طيور، وزهور، والبحار وما تحتويه من أشهر أنواع الأسماك"؛ كذلك تشمل الأيام التاريخية لتلك الدول، وأبرز معالم حضاراتها.

وعن آلية جمعها، يبين يونس أن كل مظروف يأتي له أو يجده في كل دولة يسافر لها يجمع منها الطوابع، حيث يُعرض المظروف لبخار الماء كي يتمكن من استخراجه دون تلف، وينقلها داخل الألبومات الخاصة بها؛ مُشيرًا إلى أنه تبادل كثير من تلك الطوابع واقتناها خلال مراسلات بريدية مع أصدقائه، خاصة خلال فترة دراسته الدكتوراه.

ويشير "يونس" إلى أنه حصل على طوابع من خلال مجلة "ماجد" الإماراتية، التي كانت يشتريها لأبنائه، وبها صفحة متخصصة للطوابع، وينشروا مجموعة طوابع بقيمة مالية، فكان يراسلهم، ويرسلون له في ظروف ما يطلب مقابل ثمن معين.

يشار إلى أن طابع البريد هو علامة مميزة توضع على أغلفة ومظاريف الرسائل أو الطرود البريدية المعدة للإرسال بالبريد تبين بأن أجرة البريد مدفوعة مسبقًا؛ والطابع يمكن أن يلصق على وثيقة ما تبين بأن الرسوم قد دفعت وأن الوثيقة أصولية ومعتمدة.

وتصدر الدول الطوابع البريدية بمناسبات مختلفة تخليدًا لتلك المناسبة، وتباع لاستخدامها في البريد، إضافة لجامعي الطوابع والهواة الذين يبحثون عن الطوابع النفيسة والقديمة والنادرة؛ تسد بعض الدول جزء من موازنتها المالية من قيم الطوابع المباعة.