الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
تل بلاطة: إرث عاصمة فلسطين غير المتوجة
تاريخ النشر: الثلاثاء 27/07/2021 22:34
تل بلاطة: إرث عاصمة فلسطين غير المتوجة
تل بلاطة: إرث عاصمة فلسطين غير المتوجة

على تقاطع الطرق الرئيسية بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب، وعلى ظهر تلة بين جبلي جرزيم وعيبال، مكان يعيدك آلاف السنين للوراء، تفوح منه رائحة الأجداد والعراقة، فأول ما يقع عليه بصرك هو سور منيع يحكي كل حجر منه حكاية مختلفة عن حروب ومعارك عاشها، إنها مدينة شكيم الكنعانية القديمة، أو ما يسمى بتل بلاطة.
"موقع تل بلاطة هو موقع أثري قديم وسمي بشكيم للدلالة على قوة المكان، إذ أنها تعني الكتف تعبيرًا عن القوة التي يشكلها جبلي نابلس جرزيم وعيبال للمدينة" هذا ما قاله الموظف في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية محمد عصيدي أثناء تجوله في الموقع الأثري.
وتميز موقع التل بوفرة مصادر المياه إضافة إلى سقوط الأمطار بكميات وفيرة في فصل الشتاء وخصوبة الأرض، مما وفر إمكانية سبل العيش والاستقرار فيه.
وذكرت رهام عيسى المشرفة على موقع تل بلاطة: "ذكر الموقع باسم شكيم في نصوص اللعنات المصرية وفي نقوش خو-سباك التي تعود إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد كما ذكر في رسائل تل العمارنة في القرن الرابع عشر قبل الميلاد على أنه دولة ومدنية رئيسية يحكمها الملك لبايو".
وأكملت عيسى: "حافظت المدينة على أهميتها سواء تحت الحكم المصري أو غيره حتى سنة732ق.م عندما تم تدميرها على يد الأشوريين، وفي فترة لاحقة أصبحت مركز سامري حتى دمرت نهائيًا سنة 128-107ق.م ونظرًا لتاريخها الهام لقبت المدينة بعاصمة فلسطين غير المتوجة".
وكشفت التنقيبات الأثرية عن التاريخ الاستيطاني في الموقع والذي يعود إلى العصر الحجري النحاسي (4000- 3500 ق.م )، وآثار المدينة في العصر البرونزي الوسيط والمتأخر والتي تعرف بعصر التمدن الثاني في فلسطين، ويمتد من الألف الثاني حتى القرن الحادي عشر ق.م.
كما كشفت التنقيبات عن آثار ضخمة مازالت ماثلة تعود لهذه الفترة، فأول ما يراه الناظر للمدينة هو سورها المنيع الذي يحيط بها، بحجارته الضخمة من كل الاتجاهات، ويعود للعصر البرونزي الأوسط (1650-1450) ق . م.
خلال جولة تعريفية بمعالم المدينة القديمة قالت عيسى: "تم الكشف عن جزء كبير من السور في الجهة الشمالية الغربية للتل، ويشتمل على بوابة حجرية لا تزال أساساتها ظاهرة للعيان تعلوها بقايا قليلة من طوب اللبن".
والجزء الآخر البارز في تل بلاطة هي البوابة الشمالية الغربية الفريدة من نوعها في العالم، حيث تحتوي على 3 مداخل لزيادة الحماية والدفاع، يليها الجناح الغربي للمدينة، والذي يعود للعصر الحديدي، وتحتوي المدينة أيضًا على المعبد المحصن الذي كان مكانًا للعبادة والتقرب للإله في العصر البرونزي المتأخر.
أما المذبح هو الجزء الأساسي من المعبد حيث كانت تقدم فيه الأضاحي والقرابين للإله، وأمام قصر الملك تقع الساحات المقدسة التي كان يعيش فيها رجال الدين والطبقة الحاكمة.
وأشارت عيسى: "عثر على مجمع من البيوت السكنية تعود للعصر الحديدي (1200-600 ق.م)، حيث وجد فيها أواني فخارية من مدينة سبسطية (سماريا) تعود للقرن التاسع قبل الميلاد، وأواني المائدة من هذا الفخار كانت دقيقة الصنع مما يدل على رفاهية السكان، كما عثر على أختام من العصر الحديدي، إضافةً إلى 35 قطعة نقدية من فئات الدراخما داخل جرة تعود للفترة الهلنستية".
وفي الجهة الشرقية للمدينة تقع البوابة الشرقية التي تحتوي على مدخلين من أجل الحماية والدفاع عن الموقع.
ومن الجدير بالذكر، أنه تم تأهيل الموقع خلال السنوات (2010-2014) ضمن مشروع تل بلاطة بهدف المساهمة في حماية التراث الثقافي في فلسطين وتعزيز التنمية السياحية، وجاء ذلك ضمن عمل مشترك ما بين وزارة السياحة والآثار وجامعة لايدن الهولندية وبتمويل من الحكومة الهولندية، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وبالشراكة مع المجتمع المحلي.

كتابة وتحرير: رياد يعاقبة 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017