أصدر الكاتب والروائي الليبي إبراهيم الكوني رواية ”ناقة الله“ عن دار ”كيان“ للنشر والتوزيع بالقاهرة، والرواية معروضة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53 التي تتواصل إلى الاثنين المقبل.
والرواية مزيج من الواقع والخيال، تتداخل فيها الشخصيات لتروي قصة وطن مفقود يبحث عن ذاته، من خلال الشخصيات والعلاقات المعقّدة بينها والصراعات القائمة تنكشف معاناة هذا الوطن. ويرسم الكوني ملامح الخلاص والإنقاذ من خلال جرعات أمل يبثها بين حين وآخر وسط السطور.
وتدور أحداث الرواية في ستينيات القرن الماضي حين تم تقسيم الصحراء الكبرى بين الدول، وتمّ سجن وتهجير أعداد كبيرة من الطوارق من أوطانهم الأصلية، وبدء محنة الاغتراب والتيه عن الوطن، ولا تخلو الرواية من استلهام المعجم القرآني وتوظيفه في توصيف حال الوطن والفاعلين فيه والمسيئين إليه من حيث أرادوا أن يُحسنوا.
وكتب الكوني على ظهر غلاف الرواية، مقتطفا منها جاء فيه ”المسكينة!، أراد أن يُعينها على بليَّتها فارتكب في حقِّها آثامًا. استجاب لوصيَّة شبح الفيافي في شأن العقال، فخان العهد المُبرَم معها بدم الروح لا بدم الجسد ليزيدها بليَّة إلى جانب البليّة. لماذا لا يعترف الآن أن ما فعله من أجلها لم يفعله من أجلها هي، ولكن من أجله هو؟ لماذا لا يُقرُّ بأنّه كان يمارس تدليسًا مَعيبًا في كل ما فعله لاستبقائها، لا خوفًا عليها من بنادق الأبالسة، أو أنصال السكاكين، ولكن لأنه لا يَقدِر على فراقها. لأن الوطن المفقود لم يُصبح وطنًا مُستعادًا إلَّا بوجودها، لأنها هي التجسيد لروح الوطن، بقدر ما هي التجسيد للبلاء الذي حاق بالوطن؟ ألَا يعني هذا أنه لا يُحبّ ناقة الله كما يجب أن يفعل، ولكنه إنّما يحبُّ نفسه في ناقة الله؟“.
وإبراهيم الكوني هو كاتب ليبي ينتمي للطوارق الموجودين في جنوب البلاد، كتب الرواية وأنتج العديد من الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية وكتب أيضًا في التاريخ والسياسة، اختارته مجلة ”لير“ الفرنسية ضمن أحد أبرز خمسين روائيا عالميا معاصرا، وأشادت به الأوساط الثقافية والنقدية والأكاديمية والرسمية في أوروبا وأمريكا واليابان، ورشحته لجائزة ”نوبل للآداب“ مرارًا، ووضع السويسريون اسمه في كتاب يخلد أبرز الشخصيات التي تقيم على أراضيهم.
وذاع صيت الروائي الليبي إبراهيم الكوني عالميا، وترجمت كتبه إلى نحو 40 لغة، وهي تُدرس في المناهج في جامعات عديدة كما في السوربون، أو جامعة طوكيو، أو جامعة جورج تاون، وتعتمد كمادة مرجعية للدراسات البحثية لنيل الدرجات العلمية.
وحصل الروائي على بضع جوائز منها جائزة الشيخ زايد للكتاب عن روايته ”نداء ما كان بعيدا“، وجائزة الدولة السويسرية الاستثنائية الكبرى، وجائزة الدولة في ليبيا عن مجمل أعماله، وجائزة الدولة السويسرية عن روايته ”نزيف الحجر“، ووسام الفروسية الفرنسي للفنون والآداب، وجائزة ملتقى القاهرة الدولي الخامس للإبداع، وجائزة الترجمة الوطنية الأمريكية عن رواية ”واو الصغرى“.