شارك عشرات أطفال "اضطراب طيف التوحد" وذووهم، اليوم الخميس، في إحياء فعاليات اليوم العالمي للتوعية بالاضطراب، بهدف دعم أهالي الأطفال، ونشر التوعية المجتمعية بالاضطراب.
وتخلل الفعالية التي نظمها، معهد جود للتربية الخاصة ووزارة التنمية الاجتماعية برعاية بلدية البيرة "مركز البيرة لتنمية الشباب والطفولة"، في مبنى مدرج البلدية، عرض لوصلة موسيقية لفرقة ادوارد سعيد، ودبكة قدمها مركز جبل النجمة.
وقالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، "نقف اليوم بجانب أطفالنا ليفرحوا وليدخل السرور لقلوبهم"، مطالبة بضرورة الحرص على التشخيص السليم لهم وتقديم العون لأهاليهم، لأنهم أطفال مبدعون ويمتلكون العديد من المواهب.
ووجهت التحية للشهداء والجرحى، قائلا "إن القلب مجروح ولكن البسمة على وجوه أطفالنا انتصار".
وفي السياق، قال وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، عاصم خميس، في كلمة ألقاها نيابة عن الوزير أحمد مجدلاني، من واجب الوزارة تحمل مسؤولياتها تجاه هؤلاء الأطفال وأهاليهم.
وأضاف، أن الوزارة تدرك أن أطفال التوحد بحاجة لاهتمام كبير من كل الفاعلين ومؤسسات المجتمع المدني، منوها إلى أنه بعد انتهاء شهر رمضان ستعقد الوزارة مؤتمرا وطنيا لاضطراب طيف التوحد.
وأكد، أن هؤلاء الأطفال مبدعون ومتميزون يتمتعون بقدرات يجب استغلاها، وأن الدراسات والتشخيصات للاضطراب مستمرة، ويجب أن تبقى الجهات المعنية على اطلاع للرقي بالخدمات المقدمة لهم، متمنيا إحداث نقلة نوعية لهذه الفئة عند الاحتفال العام المقبل بهذا اليوم.
بدوره، قال نقيب الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين إياد لدادوة، إن النقابة تعلم معاناة الأهل والأطفال، متمنيا أن تكون اللقاءات القادمة للاحتفال بالإنجازات التي حققتها المؤسسات والمنظمات الدولية لهم.
وأشار إلى أن النقابة بدأت بالعمل في فترة جائحة "كورونا" مع الأطفال المصابين بالتوحد وأهاليهم، وبتدريب الاخصائيين العالمين في الميدان، إضافة إلى نشر التوصيات التوعوية من خلال منصات التواصل، وتقديم الاستشارات لأهالي الأطفال المصابين فترة الحجر.
وشدد لدادوة، على أن المعاناة الكبرى تحملها أمهات هؤلاء الأطفال، ولكن الأم الفلسطينية التي تحددت الاحتلال تتحدى كل الصعاب للوصول في أطفالها لبر الأمان.
وفي كلمة أهالي اضطراب طيف التوحد، قالت هنادي خالد ممثلة عن مجموعة مساندة أهالي أطفال التوحد، إنه لا بد من الحديث عن تجارب الحياة اليومية لأمهات أطفال التوحد.
ووجهت رسالة لأمهات أطفال طيف التوحد: "يجب أن تدركي أنك أم عظيمة تعيش تجربة فريدة ومدهشة مليئة بالمفاجآت، فالأم هي الملجأ الأول والأخير لنجاح طفل التوحد، فخلف كل رجل عظيم امرأة، وخلف كل طفل عظيم امرأة".
من جانبها، قالت مديرة معهد جود للتربية الخاصة علا خويرة، تهدف الفعالية إلى تسليط الضوء على اضطراب طيف التوحد، والتوعية بخفاياه.
وتمنت أن تكون الفعالية بداية لتعاون كافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية من أجل دعم ومساندة ذوي الإعاقة، لتمكينهم وتهيئة الفرص لهم للتعليم والعمل والدمج، وتحقيق مطالبهم بالاعتراف رسميا بوجودهم في فلسطين أسوة بدول العالم الأخرى، منوهة إلى أنه في تلك الدول يتلقى الأفراد الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد العديد من أشكال الدعم من مخصصات مالية وتسهيلات حياتية لهم ولذويهم، عدا عن خدمات التعليم والصحة المجانية.
وتابعت، انه على الرغم من تطور حقل التربية الخاصة في فلسطين خلال السنوات الماضية الأخيرة، إلا أنه ما زال هناك الكثير من العمل الذي لم يكتمل ولم ينضج بعد، وبحاجة لبناء استراتيجية شاملة تشترك في بنائها المؤسسات الحكومية وغيرها، من أجل تحسين نوعية حياة ذوي الاعاقة بمن فيهم ذوو اضطراب طيف التوحد.
يشار إلى أن الثاني من نيسان/ أبريل من كل عام يُصادف اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، الذي أقرته الجمعية العامة في الأمم المتحدة في الثامن عشر من كانون الأول/ ديسمبر في العام 2008، لتسليط الضوء على الحاجة للمساعدة على تحسين نوعية حياة الذين يعانون من التوحد حتى يتمكنوا من العيش حياة كاملة وذات مغزى كجزء لا يتجزأ من المجتمع.