أصدر مكتب إعلام الأسرى في قطاع غزة يوم الإثنين كتاب بعنوان "خمسة آلاف يوم في عالم البرزخ" للأسير القائد حسن سلامة، والذي يستعرض حياته ومعاناته داخل زنازين العزل الانفرادي التي امتدت لما يزيد عن 13 عامًا.
وشارك بالفعالية الذي نظمها المكتب بمدينة غزة مختصون في شؤون الأسرى وكتاب وممثلين عن الفصائل، وأسرى محررين وشخصيات اعتبارية، وبمشاركة عائلة الأسير سلامة وزوجته.
وقدمت خطيبة الأسير حسن سلامة غفران زامل، في كلمة مسجلة لها الشكر لمن ساهم بنشر هذا الكتاب، موضحةً أن الكتاب مر برحلة طويلة امتدت لسنوات حتى تم إنجازه.
وقالت غفران "بدأت هذه الرحلة من عتمة زنازين العزل الانفرادي، كانت تصلنا رسائل هذا الكتاب بصعوبة، تستغرق أشهر حتى ندونها نحتفظ بها".
وأوضحت أن هذا الكتاب لخّص معاناة طويلة امتدت قرابة 14 عامًا، مؤكدةً أن زوجها عاش المها مرتين، "مرة حين عاشها واقعًا، ومرة أخرى حين يكتب ويستعرضها في هذا الكتاب".
وأضافت زامل "لم تكن كلمات الأسير سهلة عليه، وأنا عشت معاناتها، هذا الكتاب أمانة يضعها الأسير حسن بين أيديكم، لنفضح هذا المحتل وممارساته القمعية، علّنا نكون سببًا لمنع هذا المعاناة لأسير آخر".
وتخلل اللقاء عرض مرئي يشرح سيرة الأسير حسن سلامة، وعملياته البطولية وفترات اعتقاله لدى الاحتلال الإسرائيلي.
عصارة الألم
وأشاد رئيس جمعية واعد للأسرى والمحررين توفيق أبو نعيم بكتاب الأسير حسن سلامة، مؤكدًا أنه ضم بين دفتيه عصارة ألم ودم وعمر ومعاناة منفردة عاشها الأسير، "فهذا الكتاب وصف 5 آلاف يوم من حياة الأسير سلامة عاشها بتفاصيلها".
وأوضح أبو نعيم أنه لو قرأ هذا الكتاب إنسان لا يعرف الأسر فإنه بحاجة إلى ترجمة العديد من مصطلحاته، "فنحن بحاجة لقاموس كامل لمصطلحات في الأسر، هذا الكتاب هو قمة الصدق، وكل ما كتب فيه يعبر عن لحظات عاشها الأسير سلامة بدقة".
ووصف رئيس وحدة التوثيق والدراسات في هيئة الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة كتاب الأسير حسن سلامة بالكتاب غير العادي صادر عن شخص استثنائي، "والأسير سلامة أوجع الاحتلال فاعتقله ووضعه في العزل الانفرادي".
وقال "إن الأسير حسن كسر العزل بهذا الكتاب حيث رصد ووثق وكتب على مدار سنوات طويلة رغم صعوبة الأوضاع بالمادة المكتوبة وقسوة الحياة الموجودة في العزل"، مؤكدًا أن هذا الكتاب ضم ما يزيد عن 13 عامًا عاشها الأسير في زنازين العزل الانفرادي.
وأكد فروانة أنه لم يكمل قراءة كتاب بشكل كامل خلال هذا العام لكنني قرأت هذا الكتاب كاملاً وخلال ساعات فقط؛ "تأثرت في هذا الكتاب كثيرًا، وأعادني من جديد إلى السجون وأخذنا إلى فترة يعيش بها آلاف الأسرى.
وأوضح أن الكتاب الذي ضم 200 صفحة اشتمل على الكثير من المحطات المهمة في حياة الأسير الفلسطيني، موصيًا الجميع بقراءته، وترجمته إلى عدة لغات.
وأضاف فروانة "نحن بحاجة معمقة للاتفاق على مصطلحات مهمة للأسرى، لأن تعدد المصطلحات حول الأسرى هي أخطاء قد يقع بها الجميع سواء على مستوى وطني أو قانوني، ندعو الجميع للحصول على هذا الكتاب، والبحث عن أدوات عديدة لنشره".
وأكد أن هذا الكتاب لن يحظى باهتمام فلسطيني فحسب؛ "بل سيحظى باهتمام عربي ودولي لما يمثله هذا الأسير من قامة وطنية".
وثيقة وطنية
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن كتاب الأسير حسن سلامة يعتبر وثيقة وطنية، معربًا عن أمله أن يتحول هذا الكتاب لعمل فني يصف المعاناة الكبيرة التي يمر بها الأسير سلامة وبقية الأسرى داخل سجون الاحتلال.
وقال الصواف "قرأت هذا الكتاب مرتين وهي المرة الأولى التي اقرأ فيها كتاب مرتين؛ بل لأعيش معاناة التي مر بها الكاتب".
وأضاف "هذا الكتاب أشعرني أنني أمام رجل عظيم، حيث سجل كل ملاحظاته في كل سجون العزل الصهيونية، ولم يبقى أي عزل في سجون الاحتلال إلاّ ودخله، وعبر فيه عن كل صغيرة وكبيرة".
وتابع الصواف حديثه "مضى بالعزل ما يزيد عن 13 عام صابرا واثقًا، هذا الكتاب تعبيرًا حقيقيا عن واقع معاش لحظة بلحظة".