الرئيسية / الأخبار / فلسطين
معابدنا وأعلامِهُم
تاريخ النشر: الأحد 02/11/2014 17:36
معابدنا وأعلامِهُم
معابدنا وأعلامِهُم

 تقرير: رزان شملولي

"طمنوا ستي إم عطا بإنه القضية زي ماهي لكن إطمني وصلنا معاهم لستة وستة ونص بالمية، بطلعلهم حيفا ويافا وإلنا خرفيش وسيسعة وبرية." كلمات الشاعر تميم البرغوثي هي التي تحوم في ذهن كل من يتجول في المناطق الفلسطينية المهمشة ولربما المنسية.

صفراءٌ، قاحلةٌ، باهتة في لونها، مسلوبةٌ منتهكة هي أرضنا. بين القدس وأريحا في منتصف الطريق هناك، ترى تاريخٌ، ترى حضارةٌ، ترى عبادةٌ، ترى إدمان الحياة هناك. ترى ما يبعث الأمل، في هذه الأرض مركز الطهارة "مسجد ومقام النبي موسى عليه السلام".

أبجدية الحروف العربية لم تكن مع أرضنا، أو ربما اغتصابهم لم يقتصر على أرضنا فحسب بل لحروفنا أيضاً فالحرف (ج) أحاط المقام وجعله تحت رحمة المغتصبين.

يحيط به معسكر لجيش الاحتلال يتبع هذا المقام لمحافظة أريحا ومحافظة القدس، عند دخولك مركز الطهارة يرى الزائر جدية وتعصب المقيمين فيه لقدسية المكان وخوفهم عليه لما يتعرضوا لمضايقات من جيش الاحتلال والمستوطنين. بناه صلاح الدين الأيوبي منذ ما يزيد عن تسعة قرون. يمثل هذا المقام فن العمارة الإسلامية في أروع صورها، وهو عبارة عن بناء ضخم من طابقين تعلوه قباب ضحلة على النمط المملوكي، كما يحيط به سور له خمسة أبواب كلها مغلقة باستثناء الباب الغربي.

 

 "سآخذك إلى خربة المرد"

شرب نصف فنجان قهوة، ونصف سيجارة، قضم نصف تمرة، وبمنتصف عمره، بما يقارب الأربعين عاماً، عدل إلى اليسار ربطة شماغه الأحمر، وضحك قائلاً:"يتوافد الأجانب الى هذه المناطق أكثر من العرب وكثيراً نستعين في النساء لمساعدتنا في إرشاد الوفود لكثرة عددهم، ومن المحزن أن لا ترى وفود عربية تجول المكان إلا القلائل". إنه أبا عاهد تجذره في الأرض وحبه لها جعتله دليل من يتوافد لخربة المرد ويعرفه عليها.

 

 في الشمال الشرقي من دير مار سابا والى الجنوب الشرقي من القدس تقع خربة المرد، في هذا الموقع يوجد بقايا كنيسة رصفت أرضيتها بالفسيفساء ويوجد عدة كهوف، وأرضيات رخامية، وبقايا أبنية، وخزان مياه وجسر، ومعسكرات اسرائيلية، والآثار الموجودة في الموقع تدل على أن المنطقة كانت عامرة مأهولة زمن الرومان. تقع على قمة جبل على طريق دير مار سابا، تبعد مسافة ستة كيلو متر عن مدينة بيت لحم.

 

كنائسنا وأعلامَهُم

أربع ساعات متكاملة ربما أكثر بقليل سير على الأقدام في ظل الشمس الحارقة والطقس الجاف، يقودك حبك وشغفك لأرضك متعطشاُ لرؤية احدى المعالم الأثرية التاريخية الفلسطينية، التي طال طمسها وسحقها في مخيلتنا، فتتفاجىء بأعلامِهُم تحلق على "دير مار سابا".

 (مار) كلمة سريانية تعني السيد، وسمي هذا الدير بهذا الاسم نسبة إلى القديس سابا الذي بناه عام (484) م، ويقع هذا الدير إلى الشمال الشرقي من مدينة بيت لحم، ومبني على الجهة الغربية لواد النار، والدير أشبه بقلعة كبيرة حصينة، وأبنية الدير لم يتم تشييدها مرة واحدة بل شيدت على فترات متباعدة، فنجدها غير     مرتبة على هندسة خاصة، وفيها تكدست جماجم كثيرة هي  بقايا الذين قتلوا على يد الفرس الذين اقتحموا الدير فقتلوا كل من فيه، وتوالت على هذا الدير حوادث كثيرة، حتى انه هجر عدة مرات، بينما نجد البوابة الرئيسية على الحاجب الأعلى للوادي، كما توجد كنائس وقبور عدة، تتناثر في كل موطئ قدم تقريباً على جانب الجرف الأسفل، وتتداخل هذه البنايات وتتواصل معاً بطريق قوامه مئات الدرجات، ويحيط بالبنايات كلها حائط عال قوي أكثر مناسبة في قوته للقلعة منه لبناء دير، ولا يسمح للنساء بالدخول إلى الحرم الداخلي، وإذا ما جاءت امرأة إلى هناك وضعت في البرج الخاص بالنساء، والذي يبعد حوالي مائتي متر عن البوابة.  

انها لحسرة تستوطن قلوبنا فلنذكر قول طوقان أخ فدوى ابن العروبة الزكية:"في يدينا بقية من بلادي فاستريحوا كي لا تضيع البقية".

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017