كل أم لديها أطفال عليها أن تكون أشبه بالمرشدة النفسية والتربوية لأطفالها وفقاً لأعمارهم، خاصة أن السنوات الأولى من عمر الطفل هي اللبنات الأولى لتكوين شخصيته، لهذا على الأم الإلمام بحاجات طفلها النفسية والصحية والاجتماعية.
والعمل على إشباعها مع تهيئة الجو العاطفي السليم لكل طفل، ما يدعم نموه، ورغم هذا فهناك دائماً حاجة إلى خطوات لتعديل سلوك الأطفال.
خطوات لتعديل سلوك الأطفال: العقاب الإيجابي
إنّ العقاب المقصود هنا، هو العقاب الإيجابي الذي يعتمد على تكييف العقوبة لتكون فعّالةً، ورادعةً، ومُتعلّقة بالسلوك المرتكب بعيداً عن الضرب أو العنف مثل إعطاء الطفل عملاً منزليّاً إضافيّاً عندما يكذب بشأن تنظيف غرفته.
ويمكن استخدام أسلوب المهلة لتعديل سلوك الطفل، ويتم بتحديد السلوكيات التي تستدعي تنفيذ الفكرة، ثمّ اختيار مكان معيّن من المنزل غير مخيف بالنسبة للطفل كأحد المقاعد مثلاً، مع إخبار الطفل بضرورة التوقّف عن فعله.
التعزيز الإيجابي والسلبي
التعزيز الإيجابيّ يكون بتقديم شيء ما للطفل يُشجّعه على السلوك الجيّد، ومنها قول: إعدادك للمائدة قبل أن أطلب منك ذلك عملٌ رائع، أو إعطائه وقتاً إضافيّاً للّعب على الحاسوب عند إتمامه للواجبات المدرسية.
أما التعزيز السلبيّ هو تشجيع الطفل على تغيير سلوكه، منعاً لحدوث ما يُمكن أن يُزعج والديه، ومن الأمثلة على ذلك، إجبار الطفل على إتمام الواجبات المدرسية منعاً لمضايقات الوالدين، ويُشار إلى أنّ التعزيز من النوع الأوّل هو الأكثر فاعلية.
تجاهل السلوك الخطأ وإدماج الطفل باللعب الجماعي
يُمكن استخدام هذا الأسلوب بهدف تغيير السلوكيات الخاطئة المؤقّتة والتي يُمكن التعايش معها؛ فقد يتصرّف الطفل بشكلٍ غير ملائم عندما يشعر بالجوع الشديد فقط.
ومن الممكن أيضاً محاولة دمج الطفل في ألعاب جماعية، ما يخفف من ضغط تلقي الأوامر بالمنزل، أمّا إذا كان سلوك الطفل ناتجاً عن اختباره لمدى جديّة والديه وحزمهما في تطبيق العواقب؛ فيجب عندها تجنّب هذا الأسلوب.
التوجيه وإيجاد البديل
يمتلك الأطفال نظرةً خاصّةً مختلفةً عن نظرة البالغين؛ فمثلاً يرون أنّ القفز على الأريكة أمر ممتع، وليس لديهم فهم أو معرفة بما يعيه الكبار بشأن تكلفة تلك الأريكة؛ لذا فإنّ التوجيه المستمر وإيجاد البديل هو الحلّ لتقويم سلوكيّاتهم.
الطفل يقوم بالقفز نتيجة لطاقته الزائدة ورغبته في اللعب، لهذا من الممكن توجيهه وبسرعة وبطريقة جذابة في اتجاه آخر، وذلك بدعوته إلى مباراة حامية بينك وبينه- مثلاً- على أحد الألعاب الإليكترونية المحببة للطفل.
والطبيعي أن محاولة إيجاد البديل وأسلوب تغيير اتجاه الطفل في اللعب أو السلوك الذي يقوم به، لابد أن يتفق وعمر الطفل؛ فما يجدي على الطفل الصغير 2-5 سنوات- لا يسير مع طفل أكبر.
جدول يومي للطفل
ولتعديل سلوك الأطفال عموماً.. لابد من إعداد روتين منزلي يومي للطفل، بمراعاة اختلاف أيام الدراسة عن أيام الإجازات بطبيعة الحال، ولا يكون صارماً في تنفيذه، ولكن على الطفل إدراك المهمات التي يجب القيام بها، وتقديم الأولويات.
والمعروف تربوياً أن الفراغ الذي يشعر به الطفل، أكبر سبب للتصرفات الطائشة والعنيدة والمتمردة، لهذا على الآباء استنفاد طاقات الطفل بشكل يومي.. بتكليفه بمهام خاصة بالبيت، أو تحفيزه على عادة القراءة، أو مشاهدة بعض البرامج.
حكاية القصص عن الأبطال
نعم لم ينته بعد عهد القراءة والتغني أو الاقتداء بما فعل العظماء والمخترعون من قبل، انتهزي الفرصة أيتها الأم وطالعي مع ابنك قصة تحكي عن قوة الإرادة وتحدي الصعب، عن أديب أو عالم تعب واجتهد ووصل إلى العلا .
النماذج العربية والإسلامية كثيرة أمامك..طالعيها بالكتب أو ابحثي عنها داخل برامج الأجهزة الإليكترونية، احكي مع طفلك عن طفولة العظماء من الأدباء والأبطال الرياضيين والمخترعين، عن الجهود والصعاب التي مروا بها.