طور باحثون في مجال الذكاء الاصطناعي وأطباء سريريون طريقة ثورية، يمكنها مراقبة اضطرابات الحركة، وتوقع الباحثون تطور اثنين من الأمراض الوراثية التنكسية النادرة اللذين لا يوجد لهما علاج حتى الآن، جاء ذلك، في دراستين رائدتين، نشرتهما مجلة "نيتشر ميديسين" المتخصصة في الشؤون الطبية.
ويشير مصطلح اضطرابات الحركة إلى مجموعة من الحالات المرضية للجهاز العصبي التي تتسبب إما في زيادة الحركات وإما انخفاضها أو بطئها، فقد تكون هذه الحركات إرادية أو لا إرادية.
وذكرت المجلة الطبية التي تصدر بشكل شهري، أن الطريقة الجديدة التي يقدمها الفريق البحثي متعدد التخصصات تجمع بين تقنية التقاط الحركة (تلتقط حركة الأجسام وتسقطها على مجسمات افتراضية داخل الكمبيوتر) وتقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى (كتحليل البيانات وغيرها).
وأوضح الباحثون أنه من خلال الجمع بين بيانات الحركة البشرية التي تم جمعها من التكنولوجيا القابلة للارتداء، وتقنية الذكاء الاصطناعي الطبية الجديدة، أصبح بمقدورهم تحديد أنماط حركة واضحة، وتوقع تطور اضطرابات الحركة في المستقبل.
كما أصبح بمقدورهم إحداث زيادة كبيرة في كفاءة التجارب السريرية في اثنين من اضطرابات الحركة النادرة، وهما مرض الضمور العضلي الدوشيني (DMD) ومرض رنح فريدريك (FA).
ويعتبر الضمور العضلي الدوشيني، ورنح فريدريك، مرضان وراثيان نادران، يسببان صعوبة في المشي وفقدان الإحساس في الذراعين والساقين وضعف الكلام، ويؤديان في النهاية إلى الإصابة بالشلل.
لا توجد حاليًا علاجات لأي من المرضين المذكورين، لكن يأمل الباحثون أن تسرع هذه النتائج بشكل كبير البحث عن علاجات جديدة، وعادة ما يتم تتبع تقدم المرضين من خلال الاختبارات المكثفة في بيئة سريرية.
واستخدم الفريق البحثي في الدراسة التي تركز على الضمور العضلي الدوشيني، بدلة استشعار لكامل الجسم ارتداها أطفال مصابون بالمرض وآخرون أصحاء في نفس أعمارهم لمطابقة النتائج.
وارتدى الأطفال أجهزة الاستشعار أثناء إجراء التقييمات السريرية القياسية (مثل اختبار المشي لمدة 6 دقائق) بالإضافة إلى ممارسة أنشطتهم اليومية مثل تناول الغداء أو اللعب.