نابلس - مخيم بلاطة:- نظّم مركز يافا الثقافي على مسرحه في مخيم بلاطة بالشراكة مع مركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية، حفل إشهار كتاب الأسير عبد الناصر عطا الله عيسى من أبناء المخيم وعميد أسرى محافظة نابلس، والذي يحمل عنوان "وفق المصادر 2022"، بحضور تيسير نصر الله رئيس مركز يافا الثقافي، وفضيلة الشيخ أحمد شوباش مفتي محافظة نابلس، وعماد زكي رئيس لجنة الخدمات الشعبية في مخيم بلاطة، والمحامي الحيفاوي حسن عبادي، وعائلة الأسير عبد الناصر عيسى، وجمع غفير من ممثلي المؤسسات الأهلية والمثقفين والكتّاب والشعراء.
وبدأ الحفل الذي أداره أحمد خضر بالوقوف على أنغام السلام الوطني الفلسطيني، وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الشعب الفلسطيني.
وفي كلمة ترحيبية لمركز يافا الثقافي ألقاها رئيس المركز تيسير نصر الله حيث رحب بالحضور النوعي من مختلف الفئات العمرية، مضيفاً أن المركز يتشرّف بإشهار الأجزاء الثلاثة من كتاب "وفق المصادر 2022" للكاتب عبد الناصر عيسى الذي نشأ في مخيم بلاطة، وترعرع بين أزقته وحاراته، ودرس في مدارسه. وأكد نصر الله أنّ مركز يافا الثقافي يواصل دوره واهتمامه في تسليط الضوء على أدب الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي، واستضافة الكتّاب الأسرى والمحررين منهم، لإبراز إنتاجهم الثقافي والأدبي برغم كل الإجراءات المشددة داخل السجون، وقال "إن الأسرى قادرون على التواصل مع أبناء شعبهم من خلال رفد المكتبة الوطنية بالعديد من الكتب والأبحاث ودواوين الشعر".
وذكر نصر الله أن كتاب "وفق المصادر" رصد فيه الكاتب أهم ما تنشره الصحافة الإسرائيلية، وترجم المقالات والأخبار العبرية إلى اللغة العربية، ثم أخرجها لترى النور، وذلك لتعريف المواطن بوجهة نظر العدو تحت مبدأ " إعرف اعرف عدوك".
وتم عرض فيلم قصير عن الكاتب الأسير عبد الناصر عيسى ودوره في نشر أدب وثقافة السجون.
من جهته، قال الصحفي نواف العامر، إن عميد أسرى نابلس عبد الناصر عيسى، تحالف مع قادة في إصدار كتابه "مقاومة الاعتقال" وله كتب ثمانية في أدب الأسرى، وهي عصارة أيام الأسير عيسى وتجربته الغزيرة. وأضاف العامر، "أن عيسى يستند في كتابه على إتقان لغة العدو، وخلال 32 عاماً من الأسر، وقف السجان بذهول أمام غنى مصطلحاته فقد أتقنها بامتياز، لدرجة أنه كان مرجعية لضباط السجن وسجانيه يسألونه إذا صعبت عليهم لغتهم العبرية".
واختتم العامر حديثه بالتأكيد على ضرورة تبني أدب الأسرى لئلا تبقى حبيسة الدفاتر وأجهزة الحاسوب، ودعى مركز يافا أن يظل مستضيفاً لإشهار الكتب الخاصة بأدب الأسرى وإخراجها من خلف القضبان. كما دعى وسائل الإعلام لفتح الآفاق أمام أدب السجون من خلال حلقات أسبوعية، لتقديم إبداعهم ونصرة قضيتهم.
بدوره، قال حسن عبادي المختص في أدب السجون، إن هذا الإصدار يعتبر نوعاً مختلفاً من أدب السجون، إذ يتناول الترجمة، لما لها من دور مهم في عملية التثقيف في معركة يومية مع المؤسسة الإسرائيلية التي تحاول من خلال الترجمة المشوهة، إعادة قراءة الفلسطيني بعيدة عن الحقيقة بل تعمد تزييفها بما يخدم مصالحهم ونهجهم.
وألقى عمر عطا الله شقيق الأسير عبد الناصر كلمة العائلة شكر خلالها مركز يافا الثقافي ومركز حضارات على إقامة هذا الحفل لإشهار كتاب شقيقه عبد الناصر ، معبّراً عن أهمية هذا الحدث لشقيقه ولكافة الأسرى. وقدّم عدد من الحضور مداخلات أشادت في الكتاب.
وفي ختام الحفل، كرّم مجلس إدارة مركز يافا الثقافي ذوي الأسير عبد الناصر عيسى، واستلم الحضور نسخ الكتاب الثلاث.