تَحضرُ أعراساَ فَتسمع بأحدها " على دلعونا وعلى دلعونا.. زيتون بلادي أجمل ما يكونا " ، وَ تسمع في البقية " تاعي تاعي تاعي ع شفافي بوسة اطباعي " و " هزي بخضرك هزي سهم بقلبي غزي "
الأغاني الفلسطينية : معروفة ومحترمة في جميع أنحاء العالم العربي والعالم ،و ظهرت موجة جديدة منها مع مواضيع متميزة فلسطينية بعد نزوح الفلسطينيين عام 1948، المتعلقة بأحلام الدولة المزدهرة والمشاعر القومية، بالإضافة إلى الزجل والأغاني التقليدية الفلسطينية و منها : عالروزنة، ظريف الطول، ميجانة، الدلعونة، السحجة ...
أما العتابة هو شكل من أشكال الغناء الشعبي المنتشر خارج فلسطين. وهو يتألف من 4 مقاطع شعرية، والجانب الرئيسي من العتابة هو أن المقاطع الأولى يجب أن تنتهي بنفس الكلمة لثلاثة أشياء مختلفة، ويأتي المقطع الرابع والاستنتاج إلى الأمر برمته ، وفي العادة تليها الدلعونة .
وتمثل الأغاني الفلسطينية التراثية القديمة أساس ثقافتنا و أعمدتها الأولى ، فهي تزدحم بكثيرٍ من الحب و القيم السامية و المشاعر الوطنية و صدق الأحاسيس ، و تربط الإنسان بأرضه و أصالته برابط متين ، كما وأنها تصف حالة الشعب الفلسطيني و معاناته في ظل الاحتلال فهو شعب شجاع يجمع بين الفرح و الحزن في آن واحد ، و بالرغم من ندرتها في الأفراح في وقتنا الحاضر و إعطائها أقل بكثير من حقها في الترديد و المعايشة و دفعها برياح حداثتنا الجاهلة إلى الضياع ، نجدها متسمرة في كل حفنة من تراب الأرض ، لأن طبعها منها الأصالة ترحب و تشد على يد كل من يفكر بالعودة لاحتضانها بكثيرٍ من خيوط الشمس الذهبية و ريّها بالأمل .
وفي هذا السياق تم اخذ بعض الأراء و انقسمت إلى مؤيد و معارض.
فتقول الطالبة شذى عضية في جامعة النجاح: " أنا شخصيا مع إحياء التراث من جديد لأنه اقترب من الإندثار و التحريف و أصبحنا نذهب بأفكارنا دون وعي منا إلى الثقافة الغربية التي ﻻ تتناسب أبدا مع عقائدنا و طبائعنا ". وقال الطالب حسام تلاحمة من جامعة الخليل : " أفضل الشعبية التراثية لأن الحديثة أصبحت تحمل معانٍ و إيحاءات جنسية هابطة أما الشعبية تعبر عن القيم و تبقي الشخص على تواصل مع وطنه " . و أضافت الطالبة سنابل أبو زيد في الجامعة العربية الأمريكية : " أفضل ما التزم منها بقواعد السماع في دين الله أولاً و ميلي الشديد للقديم ، لكن في الحديثة رونقا جميلا و جذبا أكثر للسامعين و هذا ما يجعله مبررا قويا لسماعه " .
بينما الطالبة دالياشويك من جامعة الخليل تفضل الحديثة و عللت ذلك ؛ بأنّه سيراً مع "الموضة" . و كذلك الطالبة رغد غسان جامعة القدس المفتوحة–جنين تميل إلى الحديثة لما فيها من حركة واسعة الحرية و بهجة و فرح .
كالطوفان جاءت أغانٍ حديثة تحمل في طياتها معانٍ هابطة و تزين بالموسيقا الصاخبة مفرداتها غير المفهومة في أغلبها ، فأغرقت صوت أجدادنا و أمهاتنا ، الذي لن يستسلم للغرقمادام الزمن يسير ، طَغت على الأغاني الشعبية التراثية التي تفجر في كل طفل و شاب و إمرأة و شيخ أجمل المشاعر و أرقاها، تفجر مخازن الشوق والحنين إلى عمق التراب ، الأهل و الأحباب ، تلمس القلوب فتكون يد الأمّ عليها ، وعلى غير هدى نستاق وراء الحديثة ، نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ، و لو أنّا نظرنا بوعي إلى هذا الأمرلوجدنا أننا بأيدينا نمهد و نسهل للاحتلال ما يشاء و نمنحه حقوق البقاء و الاستقرار ، فأين عقول و وعي أبناء وطنٍ أكثر ما يحتاج في هذا الوقت إليهم .