وصف كتاب ومحللون سياسيون فلسطينيون أوضاع الأسرى داخل سجون الاحتلال بـ "الكارثية". منوهين إلى تعرضهم للتعذيب الشديد والإهمال الطبي والعزل والعقوبات.
ووفق معطيات حقوقية رسمية، فإن حصيلة الاعتقالات لدى الاحتلال "الإسرائيلي" بعد السابع من أكتوبر، قد ارتفعت إلى أكثر من 4605، وتشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.
وبلغ عدد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال حتّى نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر أكثر من 2870 معتقلًا، وهذا العدد هو الأعلى منذ أكثر من 30 عامًا، وفقًا لـ "جمعية نادي الأسير الفلسطيني".
انتهاكات خطيرة وهولوكوست حقيقي..
وقال الكاتب والمحلل السياسي وليد الهودلي، إن الأسرى يتعرضون لـ "هولوكوست حقيقي" في سجون الاحتلال، مضيفاً: "الأسرى يتعرضون لهجمة شرسة جداً داخل السجون، والتي حولّت إلى مسلخ سري للغاية".
وأشار الهودلي؛ وهو أسير محرر أمضى عدة سنوات في سجون الاحتلال، إلى أن الصليب الأحمر الدولي "لا يقوم بواجبه، حيث لا ينقل أية معلومة عن أوضاع الأسرى أو ظروف اعتقالهم".
وأشار إلى أن أسرى قطاع غزة يتعرضون لانتهاكات خطيرة، وينقلون إلى أماكن وسجون غير معروفة، من دون تقديمهم للمحاكمة.
معاملة الحرب..
من جهته، نوه الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، إلى أن الاحتلال يتعامل مع الأسرى الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر معاملة الحرب، "عبر زيادة الضغط الداخلي عليهم، وتكرار تنقلهم داخل الأقسام وحل التنظيمات، والضرب المبرح والعزل".
ولفت القيق النظر إلى أن الاحتلال يعامل الأسرى الجدد، عبر اعتقالهم بطريقة وحشية دون رادع قانوني أو أخلاقي، ويتم وضعهم في عدة مراكز من بينها مراكز تابعة لجيش الاحتلال مثلما حصل مع أسرى قطاع غزة.
تقصير الصليب الأحمر..
وبين القيق (والذي خاض عدة إضرابات عن الطعام داخل سجون الاحتلال)، أنه لا يوجد حتى الآن أي ملف قانوني عرض على محاكم الاحتلال، في ظل غياب أية تقارير من الصليب الأحمر حول أوضاع الأسرى.
وأضاف: "الصليب الأحمر في ظاهرة غريبة لا يعطي أوراق اعتماد لأهالي الأسرى حول وجود أبنائهم لدى جيش الاحتلال وهذا الشيء يحدث منذ السابع من أكتوبر".
وأوضح أن الاحتلال يحاول الاستفراد بالأسرى، في ظل غياب أية وسيلة تواصل معهم، إن كان عن طريق الأهالي أو الصليب الأحمر، أو حتى المحام؛ "هناك شح كبير في المعلومات عن أوضاع الأسرى".
ودعا القيق إلى ضرورة تعزيز التضامن مع الأسرى وتكثيف الاعتصامات والتحركات، والإعلان عن يوم تضامني معهم، يتخلله مسيرات حاشدة ووقفات في مختلف مدن الضفة الغربية وكافة أماكن تواجد الشعب الفلسطيني.