الرئيسية / الأخبار / عربي
علي القره داغي: أولوية إنفاق الأموال لأهل غزة وكلنا محاسبون إذا مات شخص جوعا
تاريخ النشر: السبت 16/03/2024 07:55
علي القره داغي: أولوية إنفاق الأموال لأهل غزة وكلنا محاسبون إذا مات شخص جوعا
علي القره داغي: أولوية إنفاق الأموال لأهل غزة وكلنا محاسبون إذا مات شخص جوعا

أفتى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محيي الدين القره داغي بأن تصرف الأموال المخصصة للعمرة المستحبة أو الحج المستحب على الفقراء والمحتاجين في غزة واليمن وسوريا والصومال والروهينغا.

جاء ذلك في الحلقة الخامسة من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"، والتي ركزت على أهمية إنفاق المال في ظل الغلاء وتعدد الابتلاءات وعديد المسائل الفقهية المرتبطة بالمال وحركته في المجتمع.

وأشار القره داغي إلى أن الناس في غزة أو اليمن أو سوريا يموتون جوعا و"قلوبنا تقشعر من هول ما يجري بغزة، فالأطفال والنساء يموتون، والإنسان مطالب بأن يؤثر هؤلاء على آخرين أقل حاجة".

وشدد على أنه "إذا مات شخص من المسلمين من الجوع فإن المسلمين كل بحسب نسبته وقربه مسؤولون أمام الله، والشخص الذي لم يؤدِ حق الله فهو محاسب يوم القيامة".

وأوصى القره داغي بصرف الأموال وإنفاقها على هؤلاء المحتاجين، لكنه أشار إلى إشكالية في كيفية توصيلها إلى الفقراء، كاشفا في الوقت نفسه عن اقتراح قُدم إلى الدول المطلة عبر البحر الأبيض المتوسط لإيصالها بحرا.

 وبشأن توقيت إنفاق المال كارتباطه بزمان ومكان، يقول الداعية الإسلامي "عندما تكون الحاجة للمال أعظم يكون وقتها الأجر أعظم، فشهر رمضان ومكة المكرمة والمعطى إليه لهم دور كبير في زيادة الأجر".

ويضيف موضحا "الأفضلية للحاجة، فعندما ينفق الإنسان على شخص محتاج وينقذه بهذه الصدقة يكون أفضل عند الله من الصدقة في رمضان أو بمكة المكرمة، ولكن إذا جمعت الصدقة في رمضان وبين من تنفق عليهم وتنقذهم فهي الأفضل".

ويبين القره داغي أن الفقهاء رتبوا أولوية الإنفاق في الحالة العادية، بدءا من الأقارب المحتاجين ثم أهل المنطقة ثم الأقرب فالأقرب، فيما الحالة غير العادية مثل اليوم يتم نقل الزكاة مما زاد على حد الكفاف إلى المناطق التي يتعرض أهلها للمجاعة والموت.

الزكاة وأولويات الإنفاق

ويقول رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن الإشكالية اليوم في أن الموارد قليلة والمحتاجين كثر، والخلل هنا يعود إلى خلل أكبر، موضحا أن الله أنزل الزكاة كمؤسسة، بمن فيها العاملون عليها.

ويضيف أنه "من واجبات الدولة أن تجمع جميع أنواع الزكاة والأموال الظاهرة والباطنة، ووضع خطة إستراتيجية لصرفها"، مبينا أنه يمكن ترك نصف الزكاة للمزكي يتصرف فيه لأقاربه، فيما يوجه النصف الآخر لعموم الدولة".

ويبين أن الخليفة الأموي عمرو بن عبد العزيز وضع خطة إستراتيجية لمدة 3 سنوات واستطاع إنقاذ الأمة، إذ نقلها من مرحلة الفقر المدقع إلى الكفاف بالسنة الأولى، ثم من مرحلة الكفاف إلى الكفاية، وصولا إلى مرحلة الكفاية إلى تمام الكفاية (الرفاهية).

وكشف القره داغي أنه جمع مرتين أموال المسلمين عامي 2007 و2018، حيث بلغت زكاة المسلمين في 2018 -بعيدا عن صناديق السيادة وزكاة البترول والغاز- بين 400 و500 مليار دولار، مضيفا أنه "لو وجدت خطة إستراتيجية فلن يبقى فقير، ولكن هناك سوء بجمع الأموال وسوء بالتوزيع".

أهمية الإنفاق

ويقول رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن الإنفاق في الإسلام يقابله الاستهلاك بالمصطلح الرأسمالي وغير الرأسمالي، ويعد الإنفاق -من الناحية الاقتصادية- أحد أهم الأسباب لزيادة الإنتاج، وبدون الإنفاق لا يوجد إنتاج.

ويبين أن الإسلام يؤصل الإنفاق ويربطه بالعقيدة والإيمان "فالمال مال الله، والإنسان وكيل على هذا المال، والمفروض تنفيذ أمر الله لأن الإنفاق في الإسلام عظيم جدا".

ويؤكد أن التأصيل العقدي يجعل إنفاق المال سهلا، و"الله سهل الإنفاق لأننا ننفق من مال الله على الفقراء"، مبينا أن هناك درجات للإنسان على قدر الإنفاق.

ويوضح هنا أن الله ينجي الإنسان من النار بسبب المال ومجموعة من الأسباب عند إخراج حق المعلوم وهي الزكاة، فيما يستحق الإنسان الجنات والنعيم عندما لا يعطي الفقراء بمقدار الزكاة وإنما بمقدار الحاجة، ويكون الفردوس الأعلى لمن يتصرف ويؤثر أمواله ويسارع في الخيرات.

ويضيف أن القاعدة تقول "كلما زادت العقيدة بالله وزاد الإيمان به سهل على الإنسان أن ينفق هذه الأموال".

المصدر : الجزيرة

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017