الرئيسية / الأخبار / فلسطين
الدحدوح: "إسرائيل" تقتل الصحفيين عمدًا في غزة
تاريخ النشر: الأربعاء 10/04/2024 17:37
الدحدوح: "إسرائيل" تقتل الصحفيين عمدًا في غزة
الدحدوح: "إسرائيل" تقتل الصحفيين عمدًا في غزة

قال الصحفي وائل الدحدوح، مراسل قناة "الجزيرة" ومدير مكتبها في قطاع غزة، إن "إسرائيل" تقتل الصحفيين عمدًا خلال حربها على غزة، منبهًا إلى أنه لم يحدث أن استُهدف الصحفيون بهذه الطريقة في أي حرب أخرى.

ورأى الدحدوح، الذي غادر قطاع غزة في منتصف كانون الثاني/يناير الفائت إلى الدوحة لتلقي العلاج بعد إصابته في غارة إسرائيلية؛ أن "إسرائيل" لا تريد من الصحفيين توثيق ما يحدث في غزة: "لكن الصحفيين الفلسطينيين قرروا مواصلة التغطية، ويعيشون في خوف ويعلمون أننا قد نصبح خبرًا".

وأكد أنه لا يجد أي تفسير لقصف المنزل الذي لجأت إليه عائلته في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث استُشهدت حينها زوجته واثنين من أبنائه وحفيده، أو الهجوم الذي أدى إلى استشهاد ابنه حمزة، وكذلك الهجوم الذي كاد يموت فيه، وفق حديثه لصحيفة "إل باييس" الإسبانية.


\
وأشار إلى ان أغلب الاستهدافات الإسرائيلية تتم بطائرات بدون طيار، وهي طائرات دقيقة للغاية وتعرف من يتواجد في ذلك المكان في تلك اللحظة"، مضيفًا: "نحن نتنقل في سيارات تحمل علامة (صحافة) أو (تلفزيون). نحن نرتدي خوذات وسترات الصحفيين".

وذكر أنه كان يتوقع منذ البداية أن تستمر الحرب طويلًا، مدة أربعة أشهر، وكان الآخرون يقولون حينها إنه يبالغ. لكنه الآن يشعر أنه كان في حينها متفائلًا، إذ إن: "المصائب التي تعرضنا لها في الهجمات الإسرائيلية السابقة لا تمثل حتى ربع ما نعانيه في هذه الحملة".

وقال: منذ البداية، كان الدمار أعمى؛ أغلقت إسرائيل جميع المعابر الحدودية، وحرمت غزة من الغذاء والماء والكهرباء والدواء، وقصفت المنازل دون سابق إنذار.

وحول اللحظات التي أثرت فيه بشكل خاص أثناء تغطيته للحرب، قال الدحدوح: إنه غارق في الصور المؤلمة، ولكن: "ما يبرز بشكل هو الأطفال الموتى، وبعضهم أطفال رضّع، الذين يتم انتشالهم من تحت الأنقاض، ويموتون أمام أعيننا".

واستدرك: على الرغم من أنني لم أكن هناك عندما ماتوا، إلا أنني لا أنسى جثث زوجتي وأولادي وحفيدي.. ماذا يمكنني أن أقول لك؟ كانت كل صورة اضطررت إلى تسجيلها أسوأ من الصورة السابقة.


وعبر الدحدوح عن إيمانه بالمهمة الإنسانية للصحافة، وأن مهمة الصحفيين الاستمرار في تقديم التقارير. ولكن: "في الوقت الحالي، وبغض النظر عن مدى صعوبة محاولتهم، لا يستطيع الصحفيون في غزة سوى نقل جزء صغير من الهمجية"، وفق تقديره.

وأشار إلى أنه في مواجهة جثث أطفاله وزوجتي، التي كانت ركيزة الأسرة، كانت لديه شكوك حول ما إذا كان ينبغي عليه الاستمرار أم لا؛ إلاّ أنه قرر الاستمرار.

وقال: زوجتي وأولادي قدموا التضحيات دائمًا من أجلي. لم يكن لديهم حبي وحمايتي أثناء الحروب، حتى أتمكن من مواصلة العمل وتحمل مسؤوليتي لإحداث فرق.

وأشار الدحدوح إلى أن استشهاد أطفاله وزوجته وضعه أمام سؤال ما إذا كان عليه الاستسلام لأنهم استُشهدوا؟ والإجابة كانت لا، إذ عاد بعدها إلى العمل، وكان الأمر: "تحديًا، لأنني لم أرغب في الظهور أمام الكاميرا حدادًا ولم أرغب في التحدث عن نفسي. أردت أن أنقل الحرب بطريقة احترافية، وكأن شيئًا لم يحدث لي. أعتقد أنني نجحت، لكن ذلك أزعج إسرائيل".

وشدد على أن أهالي قطاع غزة الذين يعيشون الحياة اليومية للحرب يحتاجون إلى المزيد من الدعم والإغاثة. مشيرًا إلى أن "سكان غزة على حافة الهاوية، ويخشون أن يستمر هذا لفترة طويلة، وأن تستمر الحرب لفترة أطول.

وأجاب الدحدوح عن سؤاله حول شعوره الجسدي ومستقبله: "أنا متعب جدًا. لقد خضعت لعملية طويلة ومعقدة لمحاولة الحفاظ على أكبر قدر ممكن من القدرة على الحركة في يدي اليمنى".

وأكمل: "قد أتعافى بنسبة 60%، لكن أمامي سنة من النقاهة. أريد أن أشفى وأن أستمر في العمل كصحفي. وهذا هو الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لي. أريد الاستمرار في القيام بعملي".

واستشهد 140 صحفيًّا وصحفية وأصيب عشرات آخرون في عدوان الاحتلال على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، في حين استشهد عدد كبير من أفرد أسر الصحفيين في استهداف مباشر لمنازلهم فيما يعتقد أنه ضمن محاولات الترهيب الإسرائيلي الرامية لإخراس الصحفيين.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017