القاهرة – خاص / وكالات
أنهت مجموعة السلام العربي مؤتمرها الثاني الذي التأم في القاهرة بمقر جامعة الدول العربية. وعلى مدى يومين مفعمين بالحيوية والشعور بالمسؤولية والأمل، ناقشت نخبة متميزة، من مختلف أقطار الوطن العربي، تقارير تنظيمية وإدارية ومالية قدّمها كل من معالي المهندس سمير الحباشنة امين عام المجموعة و معالي الدكتور عبد الله عويدات أمين الصندوق.
وكان الرئيس علي ناصر محمد قد افتتح أعمال المؤتمر في قاعة عصمت عبد المجيد بمقر الجامعة، وألقى كلمة شاملة استعرض فيها نشاط المجموعة الذي انطلق منذ خمس سنوات، ولاسيّما منذ مؤتمرها الأول في العام 2022، ودورها في نشر ثقافة السلام والتربية عليه، فضلًا عن مساهمتها للاتصال بالفرقاء في كلّ بلد عربي وبين مختلف البلدان العربية لتسوية الخلافات البينية، والتوصل إلى مصالحات عبر الحوار، داعيًا إلى إرساء العلاقات الأخوية على أسس صحيحة قوامها الاحترام المتبادل وحلّ النزاعات بالوسائل السلمية.
وتوقف المؤتمر عند الحرب العدوانية التي شنّتها إسرائيل ضدّ الشعب العربي الفلسطيني، ودعا المجتمع الدولي إلى تفعيل دوره لإدانة حرب الإبادة، والعمل على وقف الحرب فورًا وتلبية مطالب الشعب العربي الفلسطيني وحقوقه العادلة والمشروعة في تقرير مصيره وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.
وقد ألقى كلمة في افتتاح المؤتمر الدكتور سعيد أبو علي نيابةً عن أمين عام جامعة الدول العربية الأستاذ أحمد أبو الغيط، أكّد فيها وقوف الجامعة إلى جانب مجموعة السلام العربي والدور المنوط بها على صعيد الحاضر والمستقبل. واستعرض دور الجامعة وجهودها على المستويين العربي والدولي لوقف حرب الإبادة التي تشنها السلطات الإسرائيلية منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر / تشرين الأول 2023.
وعلى مدى يومين ناقش المؤتمر في جلسات عمل أوضاع البلدان العربية، التي تعاني من نزاعات أهلية مثل السودان وليبيا واليمن وسوريا، كما خصص جلسة لمناقشة الخطة المستقبلية، واستمع إلى مقترحات وتوصيات لتطوير عمل المجموعة وتعزيز دورها، فضلًا عن علاقاتها العربية والدولية.
وفي جلسة العصف الفكري ناقش المؤتمر بعض إشكاليات ومشكلات العمل العربي المشترك، والدور المنشود الذي يمكن أن تلعبه مجموعة السلام العربي، وما هو مطلوب من مؤتمر القمة العربية المقبل لوقف الحرب على غزة، ودعم القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي، فضلًا عن تعزيز صمود الشعب العربي الفلسطيني ومدّه بأسباب الحياة والقدرة على المقاومة والمواجهة دفاعًا عن حقوقه العادلة والمشروعة.
وكانت الجلسة الخاصة بلجنة الشباب العربي متميزة بكل معنى الكلمة، وقدّم فيها شابان رؤيتهما لعمل الشباب، وناقش نحو 6 آخرين متطلبات العمل المقبل في إطار اللجان التي شكلتها المجموعة.
وصدر عن المؤتمر بيان ختامي استعرض رؤية المجموعة بتأكيد توجّهاتها بخصوص السلام ودورها على الصعيدين العربي والعالمي.
وكان الرئيس علي ناصر محمد، بعد جلسة الافتتاح، قد مُنح عددًا من الأوسمة من جهات صديقة وداعمة للمجموعة. وخلال انعقاد المؤتمر وما بعده تلقى المجلس التنفيذي عددًا من طلبات الانتساب، كما حضر بعض الصحافيين المناصرين لقضايا السلام فعاليات المؤتمر، وغطّت أعماله العديد من القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية وأُجريت مقابلات مع العديد من الشخصيات، التي شاركت في أعمال المؤتمر، الذي ضمّ ممارسين سياسيين لعبوا أدوارًا مهمة في بلدانهم أو في المنظمات الدولية ومثقفين ومفكرين وباحثين منشغلين بقضايا السلام والتسامح واللاعنف، إضافة إلى عدد من الشباب والشابات.