قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه داتشيتسا إن شبه جزيرة القرم كانت وستبقى أرضا أوكرانية، في وقت أعلنت فيه فرنسا والولايات المتحدة نيتهما اتخاذ "إجراءات جديدة" تستهدف روسيا إذا لم يحدث تقدم في حل الأزمة الأوكرانية.
وأضاف داتشيتسا في تصريحات أن بلاده تسعى مع القادة الأوروبيين إلى تشكيل لجان تواصل مع الجانب الروسي، مهمتها فتح حوار مباشر بين موسكو وكييف.
واعتبر أن ما تتعرض له بلاده من قبل روسيا لا يمكن وصفه إلا بالعدوان، وتابع "لا يمكننا قتال روسيا ولا نرغب في قتالها.. نريد أن ننال الدعم الدولي لوقف العدوان، وأيضا نطالب روسيا باحترام اتفاقية بودابست وباقي الاتفاقيات والقوانين الدولية".
يأتي ذلك في وقت منع فيه نحو أربعين رجلا يرتدون زيا عسكريا موكب بعثة المراقبين العسكريين الأوروبيين من دخول شبه جزيرة القرم، بعدما أطلقوا النار في الهواء دون أن يصاب أحد، مما أجبر المراقبين على العودة أدراجهم.
اتصالات أميركية أوروبية
وفي هذا السياق أعلنت الرئاسة الفرنسية في ختام اتصال هاتفي بين الرئيسين الفرنسي فرانسوا هولاند والأميركي باراك أوباما اليوم السبت، أن باريس وواشنطن تنويان اتخاذ "إجراءات جديدة" تستهدف موسكو.
وجاء في بيان الرئاسة الفرنسية أن الرئيسين بعد أن شددا على "ضرورة سحب روسيا قواتها التي أرسلتها إلى القرم منذ نهاية فبراير/شباط الماضي، وعلى ضرورة القيام بكل ما هو ممكن لنشر مراقبين دوليين" في أوكرانيا، أعلنا أنه "في حال عدم تحقيق تقدم في هذا الاتجاه، فإن إجراءات جديدة ستتخذ وستؤثر بشكل كبير على العلاقات بين المجتمع الدولي وروسيا، الأمر الذي لن يكون في مصلحة أحد".
وكان أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد شددا في وقت سابق على أهمية اتخاذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة موقفا موحدا في مواجهة ما وصفاه بالتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
وقال البيت الأبيض -في بيان- إن أوباما وميركل اتفقا في اتصال هاتفي على وجوب أن تسحب روسيا قواتها، وأن تسمح بنشر مراقبين دوليين في شبه جزيرة القرم، وأن تدعم إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة بأوكرانيا في مايو/أيار المقبل.
وأضاف البيان أن الزعيمين ناقشا وجوب أن توافق روسيا بسرعة على تشكيل مجموعة اتصال تتولى إجراء حوار مباشر بين كييف وموسكو لتخفيف حدة التوتر بينهما.
وفي هذه الأثناء أعلنت الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري ناقشا السبت الوضع في أوكرانيا والقرم في اتصال هاتفي بينهما.
وجاء في بيان مقتضب للخارجية الروسية أن الاتصال تم بمبادرة من كيري، واتفق فيه المسؤولان "على متابعة اتصالاتهما المكثفة لإفساح المجال أمام التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية".