نابلس- أماني شحادة- بين اروقتها وعلى روفوفها، تشتم رائحة  الأصالة  والعراقة وما أن تمسك كتابا وتقلب صفحاته حتى تشعر بأن ما بداخله داعب روحك، وبين  الكلمة والكلمة تسافر معها إلى عالم آخر، إنها مكتبة بلدية نابلس التي مضى على إنشائها أكثر من خمسين عاما، ففي العام 1960  صدر قرار من ملك الأردن الحسين بن طلال بإنشاء مكتبة بلدية نابلس، حيث بدأت ببعض الصناديق الخشيبة وانطلفت من كتاب أو كتابين حتى وصلت اليوم إلى 120 ألف كتاب منها الأدبية، والفلسفية، والرياضية، وغيرها.  

وبين ضرار طوقان رئيس المكتبة أنها تحوي اليوم على   120 الف كتاب، وجميع الابحاث التي يحتاجها مرتادو المكتبة، بالاضافة احتوائها على ثلاث مكتبات  هامة جدا وهي مكتبة الأسير الفلسطيني التي تحتوي  سبعة الاف كتاب جمعت  من سجون الاحتلال، ومكتبة العلامة قدري طوقان، ومكتبة صغيرة فرعية لحافظ  ومحمود عطا الله وهي غير موجودة  الا في مكتبة بلدية نابلس،  كجرائد ووثائق  صدرت خلال  الانتداب البريطاني و للحكم العثماني  وارشيف للحكم العثماني.

وكذلك تحتوي على جزء من  مكتبة الطفل الفلسطيني، وسبعة اقسام مختلفة وهي: قسم التزويد، وقسم التصنيف، وقسم المراجع، وقسم الارشيف، وقسم الاعارة، وقسم التجليد، اضافة الى وحدة الحاسوب المركزية، حيث صرح طوقان عن اطلاق الموقع الكتروني للمكتبة خلال الشهر المقبل الذي يحمل 120 الف كتاب  بمكتبة بلدية نابلس، حيث يمكن من خلاله التعرف عليها وحجزها عن طريق الانترنت.

وشدد طوقان على رفض ان يكون هناك تلخيص لهذه الكتب على الانترنت، فتعريف الكتاب يشترط الا يكون اكثر من سبعة سطور، فكيف يجد الشخص المتابع الدافع لقراءة الكتاب   اذا تم عرض اغلبه على الانترنت؟.

وبين طوقان أن مكتبة البلدية تواكب التطورات باستمرار، حيث تم وضع جميع كتب المكتبة على الاقراص الصلبة لتسهيل استعارتها، ولحفظها، قائلا: "نحن  ضد فكرة الكتاب المحوسب،  وضد فكرة  تصفح الكتب على الانترنت، حيث اقتصر الطالب على البحث على الانترنت، لكن البحث العلمي يحتاج إلى تعرف وقراءة أكثر".

وكان ضرار طوقان  ناشد وزارة التربية والتعليم  بنابلس بأن تطلب من كل طالب أن يحضر الى المكتبة ويطالع الكتب بها،  حيث اصبح هناك كراهية بين الطالب والكتاب، واصبحت اليوم المناهج الالكترونية  وهذا  ينعكس سلبي على الطالب من ناحية اللغة والالتزام .

 وعبر طوقان عن فخره بان هناك  اناس اعمارهم اكثر من 60 عاما ويداومون على زيارة المكتبة  يوميا، ولديهم  المقدرة على التعامل مع الانترنت  بشكل جيد، حيث لايشعرون بالمتعة   والا  وهم يقلبون  صفحات الكتاب، وبين أن المكتبة ليست ضد التعلم الالكتروني ولكن يجب قبل ذلك الدراسة والبحث جيدا.

ومن الجدير ذكره أن هناك 26 الف مشترك بالمكتبة حاليا، وهم بتزايد مستمر، ويتوقع بنهاية العام القادم ان يصل عددهم الى 30 الف، وكانت المكتبة قد خرجت 42 كاتب وشاعر.

اما اديب الخندقجي  احد المسؤولين بالمكتة الشعبية، ببين أن الكتاب المحوسب أثر بشكل بسيط على الكتب الورقية، فمعظم القراء بدأوا بالعودة للكتاب المطبوع "لأن به تحفة جمالية وزينة وللأيام والتاريخ  وربما نحتاجه في أيام قادمة، من خلال الاحتفاظ به". ووضح  أن الكتاب المحوسب لامنفع  منه، فهو مضر للنظر ولا استفادة منه، وإذا استفدنا منه فقط يكون شيء بسيط، والكتاب المحوسب لانستطيع الاحتفاظ به.

وبين  الخندقجي أن أكثر الكتب مبيعا هي الروايات وبالأخص للكتابة أحلام مستغانمي، والكاتبة أثير العبد الله، بالإضافة إلى كتب التنمية البشرية مثل كتب إبراهيم الفقي وكريم الشاذلي وبعض الكتاب الأجانب.