نظّمت جمعية التنمية الزراعية (الإغاثة الزراعية) جلسة حوارية بعنوان "التحديات التي تواجه القطاع الزراعي، حقوق العمال العاملين في الزراعة، والفجوة بين أصحاب القرار والمزارعين"، بمشاركة مجموعة من المزارعين والجمعيات التعاونية، وشركات القطاع الزراعي الخاص، والعاملين والعاملات في القطاع الزراعي من محافظتي جنين وطوباس، إضافة إلى ممثلين عن مديريات العمل والزراعة ونقابة العاملين بالزراعة.
وتأتي هذه الجلسة ضمن مشروع تعزيز منافع عمل النساء والشباب وصغار المزارعين كرواد تغيير في سلسلة القيمة للخضراوات الطازجة، المنفذ من قبل الإغاثة الزراعية وبالشراكة مع مؤسسة أوكسفام، وبالتعاون مع وزارة الزراعة الفلسطينية.
افتُتحت الجلسة بكلمة ترحيبية أعقبتها استعراض لأهداف الورشة، حيث قدّم ممثل وزارة الزراعة عرضاً عن الواقع الزراعي الحالي وخطط الوزارة لمجابهة التحديات، كما قدّم ممثلو وزارة العمل مداخلة حول القوانين المعمول بها في فلسطين والخاصة بالعاملين في القطاع الزراعي ودور الوزارة في هذا المجال. كذلك، عرضت نقابة العاملين بالزراعة دورها في حماية وتوعية العاملين وحقوقهم.
وناقش المشاركون أبرز التحديات التي تواجه العمال الزراعيين، وعلى رأسها غياب الحماية القانونية، وضعف أنظمة التعاقد العادل، وصعوبة الوصول إلى التأمين الصحي والاجتماعي، إضافة إلى غياب الرقابة الفاعلة على تطبيق القوانين ذات العلاقة. كما جرى التطرق إلى التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في ظل الوضع الراهن من الحرب المستمرة، والإغلاقات، وتدني الأسعار، وشح المياه، وارتفاع مدخلات الإنتاج، وضعف الاستهلاك.
وتناول النقاش أيضاً الفجوة القائمة بين أصحاب القرار والمزارعين، وما يتعرضون له من اعتداءات وأضرار، إضافة إلى غياب السياسات العامة التي تحمي صغار المزارعين والمزارعات في ظل انفتاح الأسواق أمام المنتجات وغياب الرقابة.
وفي ختام الجلسة، توصّل المشاركون إلى مجموعة من التوصيات التي ركّزت على ضرورة تفعيل الرقابة على أصحاب العمل، وتحديث التشريعات المحلية بما يتماشى مع المعايير الدولية، وإنشاء عقود عمل واضحة ومنصفة، وتنظيم العلاقة بين العمال وأصحاب الأراضي، إضافة إلى اقتراح إنشاء صندوق تكافل خاص بالعاملين في الزراعة لمواجهة الأزمات والمخاطر الموسمية.
وتجسد هذه الفعالية حرص الإغاثة الزراعية وشركائها على دعم بيئة عمل عادلة وآمنة للعمال الزراعيين، وتعزيز صمودهم في ظل التحديات الاقتصادية والبيئية والسياسية المتصاعدة، كما تمثل خطوة مهمة نحو صياغة سياسات زراعية أكثر عدالة واستدامة تسهم في تحسين الأمن الغذائي في فلسطين.
