قد تكونون قد تساءلتم يومًا، على الأقّل وأنتم كبارًا وليس في صغركم، كيف يُمكن للحليب البقري أن يتحوّل إلى حليب بودرة وكيف يُمكن لهذا الحليب أن يمدّ الأطفال بين عمر السّنة والثّلاث سنوات بكلّ العناصر الغذائيّة الضروريّة ويُساعدهم في تلبية احتياجاتهم اليوميّة؟ الجواب عندنا.
يأتي الحليب من مزارع الألبان المُنتشرة ويُنقل إلى معمل الألبان. في المخزن، يخضع لاختبارات عديدة للتأكّد من أنّه يلبّي معايير الجودة، ومن ثمّ يُحوّل إلى المبخر حيث يتمّ تسخينه على درجة لا تتعدّى 57 درجة مئويّة. فيتبخّر ثلث المياه منه بالحفاظ على فوائده الصحيّة.
يمرّ الحليب بعدها من المبخر عبر فاصل لزبدة والحليب. يتمّ وضع الزّبدة في خزّان مُنفصل لاستخدامها في وقتٍ لاحق.
هنا يُمكن استخدام الحليب وتخزينه في عبوات صالحة للشّرب في وقتٍ زمنيٍّ محدّد، أو تحويله إلى المبخرة مجدّدًا لتصفية المياه منه نهائيًّا وتحويله إلى بودرة ولاستخدامه بالتّالي لمدّة طويلة الأمد.
ما يُميّز حليب البودرة عن حليب البقر العادي وخصوصًا حليب النموّ المخصّص للأطفال هو إضافة أثناء التّصنيع نسبة بروتين مناسبة، نوعيّة دهون صحيّة كالأحماض الدهنيّة الأساسيّة أوميغا 3 و6، الكميّة المناسبة من الفيتامينات والمعادن كالفيتامين A وC وE، الحديد، الزّنك والسّلينيوم بالإضافة إلى البروبايوتكس لتحسين صحّة الجهاز الهضمي عند الأطفال.
كلّ هذه المواد الأوليّة التي تُستخدم عند البداية والمُنتج النّهائي يتمّ تحليلهما بواسطة فحوصات نوعيّة عديدة ودقيقة تصل إلى 50 فحصًا يوميًّا منها فحوصات المايكروبيولوجيّة، الفحوصات التركيبيّة وفحوصات التّغليف للحرص أنّ المُنتج مُحكم الإغلاق بعدها يتمّ تدوين تاريخ الإنتهاء على العلبة بواسطة اللّيزر لمنع التّلاعب به.
هذا من ناحية التّصنيع والتّغليف. أمّا بالنّسبة لطعم الحليب، فأكثر من 500 ليتر في السّنة الواحدة من حليب النّمو يشربه أشخاص متدرّبون ليضمنوا أنّ الحليب سهل الذّوبان ويتمتّع بطعمٍ لذيذ يحبّه الأطفال.
لذلك، لا تتردّدوا في إدخال الحليب كغذاء أساسي في نظامكم ونظام أطفالكم الغذائي فيُساعد على تلبية الإحتياجات اليوميّة من العناصر الغذائيّة المهمّة لمناعة قويّة، نموّ صحّي وتطوّر سليم.