كثيرة هي الحكم التي كتبناها على ظهر أغلفة الكتب المدرسية , ولن نغفل كتابة الحكمة المشهورة التي تقول الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك تلك الحكمة التي شكلت وجداننا ونحن صغار لكنها تمر دائما بصورة عابرة في أذهاننا لكثرة اعتيادنا عليها فهل فكر احدنا حقا في أهمية الوقت ؟.
الوقت ليس كالمال الذي يمكن ادخاره وتوظيفه وقت الحاجة فهو يمر سريعا سواء أحسنا استخدامه أم أسأنا, هذه حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها إذ أن الوقت خارج عن سيطرتنا لا يمكننا التحكم فيه ولكن يمكننا التصرف فيه .
وكما قال احد علماء الفيزياء الحائز على جائزة نوبل (ريتشارد فينمان )نتعامل نحن علماء الفيزياء مع الوقت يوميا ولكن لا أحد يسألني عن ماهيته انه أصعب مما تستطيع إدراكه .
إن الاستفادة من الوقت هي التي تحدد الفارق بين الشخص الناجح والشخص الفاشل إذ أن الصفة ألمشتركه بين الأشخاص الناجحين هي قدرتهم على الموازنة بين أهدافهم وواجباتهم وهذا لا يتحقق إلا من خلال إدارتهم لذاتهم وتنظيمهم لوقتهم واستغلاله فيما يخدم مصالحهم .
ومن الحكمة أن جٌعل لكل منا تصيب متساوي من الوقت هي أربع وعشرون ساعة يوميا للغني مثل الفقير للتلميذ مثل المعلم وللرجل مثل المرأة جميعنا يمتلك أربع وعشرون ساعة ولكننا نختلف في طريقة إدارة هذه الساعات إذن المشكلة تكمن فينا كأفراد وليس في الوقت وبالتحديد في إدارتنا له .
فإدارته تعني أن نحقق الاستفادة القصوى منه وخلق توازن في حياتنا لتحقيق الأهداف التي نرنو إليها فالكثيرون منا يهدرون وقتهم بالتكاسل والتخاذل فيتركوا ما لهم وما عليهم ويجلسون لفترات طويلة دون أن يفعلوا شيئا ذي قيمة, وبعضنا يهدر وقته بالنسيان إذ انه لا يدون ما هي مهامه وما يريد انجازه وبالتالي يضيع وقته بالتفكير قد يعود ذلك إلى ضعف همته أو عدم إدراك ما سيترتب على هذا الإهدار لاحقا والذي أريد أن أوصله في هذا السياق أن غياب الرؤية المستقبلية وعدم التخطيط ورصد الأهداف تعمل معا على إهدار الوقت بلا فائدة.
فلنعلم أن الوقت مادة الحياة ومعنى الوجود فلنهتم في إدارته وتنظيمه واستغلاله فهو مورد شديد الندرة غير قابل للتخزين لذلك هو الكنز المهمل والثروة الضائعة وكل لحظة لا نستغلها تفنى ولا يمكن تعويضها وعلينا الاستخدام السليم لهذه الثروة حتى ننتقل من الإخفاق إلى الانجاز.