بيوم الصقيع والمطر والثلج أعيدت لي ذاكرة السجن وكيف تقضي الاسيرات بسجن هشارون ليالي البرد القارص والمطر .. ثلاث زنازين بكل زنازنه ثلاثة أسره بطابقين ( برش السجن) تتسع لست أسيرات فقط والاسيرات يتواتر وتزايد احتجن فتح زنزانه وبعد نضال مرير مع ادارة السجن تم فتح زنزانه أخرى لتأوي الاسيرات وهذه الزنزانه تحمل رقم 2 وهي جدا مقيته وتركت بصماتها على جسد وفكر كل أسيرة اعتقلت حيث يزج بالاسيرة اثناء التوقيف لحين اصدار - لائحة اتهام من المحكمة - بهذه الزنزانه المقيته .. ولكل زنزانه رقم زنزانه رقم (1) وبها المناضله لينا الجربوني من امضت 13 عاما بالمعتقل ولا تزال والاسيره منى قعدان والتي اعتقلت بعد صفقة وفاء الاحرار ولا تزال من عاميين بانتطار الحكم .. وتوزع باقي الأسيرات على زنزانه رقم (8)ونزانه رقم (9) اللتان تقعان على الجهه الغربيه .. وقسم السجن يقسم بباب حديد لزنازين توضع فيه المجرمات الصهيونيات اقامه مؤقته - ومزعجه جدا وغير قانونيه ابقاءهن مع الاسيرات الفلسطينيات - وفصل الشتاء رغم ما يقال عنه من خير وبركه الا أنه - بعد مشاهدتي - بالواقع نقمه وألم ووجع - فحين تكون بقلب الحدث ليس كمن تصف ما سمعت ...
يهطل المطر ويبدأ التوتر بالسجن وحالة الاستنفار تقطع الكهرباء لاكثر من مره .. مياه الامطار تدخل من شبابيك عاليه معلقه قرب السقف بزنازين رقم 8 و9 وغير مسموح وضع زجاج او قطعة خشب او بلاستيك لمنع الهواء البارد الذي ينخر العطم ولا مياه الامطار تصحو لتجد ان البرش القريب من الشباك قد سبح بالماء وكانت زميلتي التي حررت أنعام حسنات تقبع عليه فتبتل الفرشه الرقيقه جدا ويدخل الماء الى الاسفنج ويتبل الحرام ... وتبتل انعام .. بذات ليله تساقط رذاذ ماء من علي وجهي استيقطت فوجدت حنفية ماء تنهال علي من على برش زميلتي انعام وهي غير واعيه - كانت مريضه بالشقيقيه وتأخد الدواء المنوم ---
وعلينا اخراج الفرشات الى ساحة الفورة وهذه مكشوفه مما يعني ان الفرشه والحرام يحتاجان الى شهر على الاقل للتجفيف - ناهيكم عن الرائحه التي تصدر بسبب المياه على الاسفنج .. وممنوع ادخال الحرامات وعليك شراء حرام من كانتين السجن باضعاف الثمن طبعا ... وعلينا نحض .. رفع الماء من وسط الزنزانه والممر (المردوان ) بما تيسر من قطع قماش وومماسح ومجرود وسطل طبعا محسوب علينا ثمنه- باليد ونقضي نهار كامل بنحض الماء من الممرات وزنازين 8 و9 وطبعا علينا تقديم كتاب لادارة السجن عشان يتم تأمين فرشات بدل اللواتي تبللن علما ان فرشات بقسم الجنائيات بلا استخدام ولا يسمح لنا الا بعد انتطار فنتطر لوضع حرام قديم ونستخدمه فرشه ... على حديد وبالتالي المرض المنتطر من ديسك ومفاصل .. واما ساحة الفوره فهي مكشوفه الا من اسلاك كهربائيه حديديه فلا نستطيع استخدامها بالشتاء والمطبخ موجود بمساحة ساحة الفورة ومكان جلي الاواني وعلي من عليها الطبيخ - وكانت لينا ومنى ان تمضيا يوما كاملا بالبرد القارص لاعداد وجبات الطعام للزميلات ويتم تقسيم دور الجلي على بعضنا البعض ومن كانت مريضه لا يعكى لها دور احتراما لها .. ولا تتوفر تدفئه ولا دفيات فبقى طوال الوقت متحلفين بالحرامات ونشعل ابلاطه ونتكور حولها بالليل لعلنا نستمد الدفء ولو قليل ...
فصل الشتاء مقيت جدا على واقع الأسر وبالذات بسجن هشارون للنساء المناضلات فلا يليق للحياه الانسانيه ابدا فالسجن يقع بمبنى يضم ثلاث سجون هادريم وتلموند الاشبال وهشارون النساء وهذا القسم 2 لم يكن يسنخدم للاسيرات الفلسطينيات بل كان هناك بنفس المبنى سحن اخر وبعد عملية التبادل تم زج المناضلات بهذا القسم السيء كونه يقع على الجهه الغربيه للمبينى باتجاه البحر مماي عني الرياح القادمه من البحر المحمله بالمطر والبرد تخترق جدران الزنازنين اجساد الاسيرات ناهيكم عن وقت البوسطه حين يتم نقل الاسيره بساعات الفجر القارص بثلاجه متنقله لتعود للزنزانه جسد متمجد ...
هذا قليل القليل مما تعيشه أسيرانا بسجن هشارون بفصل الشتاء