الرئيسية / ثقافة وأدب
من الشؤم والفراق بقلم اسراء ملالحة
تاريخ النشر: السبت 17/01/2015 14:18
من الشؤم والفراق بقلم اسراء ملالحة
من الشؤم والفراق بقلم اسراء ملالحة

 

وشَاء لي أن أقابل طائران لطالما لم أفرّق بينهما، لطالما لم أعير انتباهي لما يقولانه عنهما، ولكنشاء لي القدر أن أرى ويكون لي نصيباً مما يقولان عنهما، طائران .. طائر الشؤم وطائر الفراق.


طائران رسما لي قصةً حزينةً، قصة العذابِ ومن ثمّ الفراق، كان لي نصيبٌ من طائر الشؤم، البومة، كان لها نصيبٌ من اسمها، وكان لي نصيب من شؤمها،أضاعت لي حكايةً لطالما رسمتُها بخيالي، لطالما صدّقتها حين وقوعي بغرامه، حينما تسطّرت خيالاتِي في دفترِ السعادة، تسجلّتحرفاً بحرف، طرّزتها لوحة فنية غنائية، عزفناها سوياً، ولحنّاها بأمنياتٍ، لعلها لم تكن صادقةً، ليكون لي نصيب من حزن، ليأتي طائر الشؤم ويرمي كأساً من العذاب على صفحة أحلامي، جعلها صفحة سوداء لا أرى منها شيء سوى اسم نُقش بدمع العذاب، اسمٌ ملطّخ بدم الغياب، ... رحل عني من تقاسم معي الأحلام، من تمنيّته لي.

 

رحل ذلك الذي كان يوصيني بأن أنتبه على نفسي، لم تنتهِ حكايتي، بقي لدي الأمل بعودته، بعودته وهو نادمٌ على ما فعل، متأسِفاً على ما حدث،  لديّ الأمل بعودته مع تلك الأحلام، وتلك الكلمات التي ملأني بها سعادةً، وأمان، ملأني بها حب وخوف علي، لكن لم تُحذف تلك الصفحة بل قُلِبت، ليسطّر لي طائرٌأسود اللون بصوت مزعج، رواية جديدة، لم يترك لي فيها فسحة أمل، لم يترك لي فيها لحظة لتستريح عيناي، وينام هادئاً قلبي، وتعود نبضاته للهدوء، والرقود بأمان.

 

  جاء لي وبيده قلمٌ من الفراق، بدأ بالكتابة، لحظة بلحظة، وثانيةً تلو الأخرى، لتذهب ثلاثة أعوامٍ من عمري، متخبِطة بها دقّاتي، وبوجهٍ شاحبٍ كامرأة تزاوجت سنّ السبعين،امرأة صغيرة بتفاصيلَ تكبرها كثيراً ، بتفاصيل تروي عذابها، وعذاب الحبّ، تروي قمعها من كلمة ( أحبك ).

 

جاء الغراب ورسَم بقلم الفراق، جاء وأخذ قلبي ليحطّمه شيئاً فشيئاً، جاء ليكسّر ما بقي من قلبي إذ بقي،أخد مني أغلى ما أملك، ليضعَه مع أخرى ، أشعلني غيرةً ، وكره ، أشعلني بنارِ ملتهبةٍ في جزأي الأيمن،دمّر كل ما بقي مني، ليضعني هناك ممددّة على سريرٍ أبيض ، كاد يرحل عني لبلوغ أيام نومي عليه ، وبجانبي شيءٌ يقولوا لي أنّه يغذيني ، يقولوا لي بأنّني سأعود بعد حين وسأقف، سأعود بعد حينٍ، تلك الزهرة التي تشعّ جمالا وبهاءً،سأعود وسأعود، .... ؟؟،ليبقى الجمرُ الملتهب في صدري، كيف لي أن أعود، كيف لي أن أقاوم، وقد سُلب مني أغلى ما أملك، سُلب منّي قلبي الذي جمعت به تلك الإشراقةُ التي تعودوا عليها، وذلك الحب الذي منحتهم إيّاه، ذهب كلّ شي برحيلِ قلبي، بل بتحطيمهِ، طائرُ الشؤم بداية،  بنهاية طائر الفراق .

أعلى النموذج

 

mildin og amning mildin creme mildin virker ikke
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017