رانيا جولاني
هل كثير على اسرائيل ان يتم فتح ملفات اجرامها بحق الشعب الفلسطيني على مدار 66 عاما, كثيرة هي مجالات الاجرام الاسرائيلية التي تم اقترافها بعيدا عن اهتمامات الاعلام والسياسات الدولية فاذا مر على سجون الاحتلال منذ عام 1967 اكثر من مليون مواطن فلسطيني لاسباب وطنية بحتة منهم 15,000 أسيرة فلسطينية وشابة وتصاعدت وتيرة الاعتقالات مع الانتفاضة الاولى عام 1987, اذ وصل عدد الاعتقالات في صفوف النساء 3000 اسيرة فلسطينية, وخلال الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000 وصل العدد الى قرابة الألف امرأة ومنذ منتصف عام 2009, تراجع عدد الاسيرات في سجون الاحتلال, اذ بلغ عددهن 36 اسيرة بعد ان تم الافراج عن 21 اسيرة في صفقة جيلعاد شاليط, وحاليا 21 اسيرة في سجون الاحتلال.
قمنا بتقديم هذه الاحصائية وفقا لعديد مراكز الدراسات المهتمة لشؤون الاسرى والمعتقلين داخل سجون الاحتلال, وسجن المراة يسبب الما يفوق سجن الرجل الاف المرات نظرا لما تشكله المراة من قيم ومثل في ذهنية وعقلية المجتمع الفلسطيني الذي يمتاز بمحافظته المجتمعية, فسجن المراة اذا كانت ابنة هو اضعاف مضاعفة الما للوالدين ولبقية الاسرة لخوفهم عليها من المس بشرفها, اما اذا كانت اما فالالم يزداد نظرا لتعلق الابناء بامهم خاصة اذا كانوا قصرا, وينتج عن تشتت لافراد الاسرة, اضف الى ذلك الالم النفسي الناتج عن فقدان الام خلف قضبان الاحتلال اذا ما حاولنا استدراج البعض من الاسيرات للحديث وكشف بعض الحقائق الغائبة عن المجتمع والتي لفها الكتمان والنسيان.
فاننا نجد ان الاسيرة المحررة ر.ع البالغة من العمر 60 عاما اعترفت انه تم اغتصابها عند اعتقالها في ستينات القرن الماضي لانتمائها الى احدى فصائل العمل الوطني الفلسطيني, وتؤكد الواقعة ج.ح وتقول باننا في الستينات من القرن الماضي لم يكن مسموح حتى في الصليب الاحمر ان يتدخل, ولذلك كانت تتم جرائم الاحتلال ضد الاسرى بشماته ودون ضجيج, وتقول "ان المحققين كانوا يمارسون العنف اثناء التحقيق وكنت اقاوم بشدة وتمسكت بموقفي الوطني, وفي النهاية ان الشرف هو الوطن والدفاع عن الوطن والحرية واحدة لا يمكن تفتيتها".
اما س.ص الاسيرة المحررة البالغة 27 عاما فقد كشفت النقاب واعترفت عن وجود مثليات مجرمات في السجون الاسرائيلية كانوا يحشروننا معهن وعندما يعرفن اننا عرب وننتمي الى منظمات الوطنية الفلسطينية كن يزددن شراسة كي يرضين شهواتهن ورغباتهن انتقاما منا بدعوة اننا ارهابيات وفق منظورهن تحت سمع وبصر حارسات مجندات في السجون.
وكلنا يعلم قصة المناضلة المرحومة مريم الشخشير التي دخلت السجن وهي حامل ومكث وليدها معها لفترة سنة كاملة وما لاقته من صنوف العذاب الجسدي والنفسي عند ارضاعه, وهو ما دفع عديد المناضلين من اعتبارهن حالات حرب وتزوج من الكثير من الاسيرات لجبر الضرر الناتج عن جرح عميق في النفس البشرية نتيجة جرائم الاحتلال الاسرائيلي فيما وقضت العديد من الاسيرات من التزوج للالم الذي خلفه السجن وظروف الاعتقال وبشاعة الاعتداءات الاسرائيلية على الاسيرات الفلسطينيات, ورغم وجود مؤسسات لاعادة تاهيل الاسرى والاسيرات الا ان الكثير منهم يخرج وهو في حالة نفسية تدعو الى الشفقة ومزيد من الرعاية كما اننا لاحظنا من خلال الدراسة التي قمنا بها لهذه المؤسسات تعتمد في تمويلها على الدول المانحة وهي غير كافية لاعادة دمج الاسيرات في المجتمع الفلسطيني وفي دورة الحياة.
وحقيقة ان المقاومة للمحتل كفلتها كافة الشرائع والقوانين الدولية وهي اعمال تكفل لمن يقوم بها بعدم تقييد حريته لكن اسرائيل استغلت تعاطف العالم مع ما يعرف بالمحرقة والمذابح النازية ووضعت نفسها فوق كل قانون وفوق كل محايبة ومسائلة وهي دعوة لتحفيز مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان لاجل مزيد من العمل في فضح ممارسات الاحتلال ضد السجناء الفلسطينيين عامة والسجينات الفلسطينيات خاصة لما لها من خصوصية في المجتمع الفلسطيني واننا ندعو الى تكثيف العمل السياسي والاعلامي لاجل اطلاق سراحهن وفضح ممارسات الاحتلال الوحشية تجاههن وبالتالي عقد مؤتمرات دولية لاجل ابراز نشاطهن واطلاق سراحن والوقوف الى جانب قضايا الحق والعدل ومنها قضية المراة في فلسطين.