الرئيسية / قسم27
كي يسبحوا طويلاً بقلم ميس داغر
تاريخ النشر: الأربعاء 28/01/2015 11:27
كي يسبحوا طويلاً  بقلم ميس داغر
كي يسبحوا طويلاً بقلم ميس داغر

 كان صيفاً قائظاً ذاك الذي أمضته القرية بشفاهٍ ناشفة وأجساد متعرقة، يجف ما في مساماتها من عرق وأوساخ، في مساء كل نهار، دون أن تجد في الخزانات الجاثمة في أحواش الدور ما يكفي من الماء لاغتسالها. 

في مطلع الخريف، صلى رجال القرية ونساؤها وأطفالها صلاة الإستسقاء مرتين. ولما استهل سماء البلاد شتاءٌ مثقلٌ بالمطر، نظر الرجل المؤمن أبو صالح، بعد أن أمّ المصلين في صلاة الجمعة، عبر زجاج نافذة مسجده المنغلقة أمام خيرات السماء. وقال بصوتٍ حزين: الحمد لله كثيراً يا إخواني. سيجد أبناء عمومتنا في الصيف القادم من الماء ما يكفي لملء مسابحهم العملاقة، دون الحاجة إلى نهب مياه الينبوع كلها هذه المرة. هنيئاً لهم، سيسبحون في الصيف القادم، طويلاً وبأريحية كاملة، كما عوّدتهم سماء هذه البلاد. 
وكتم أبو صالح، الذي رقّ قلبه للمصلين والقرية والينبوع، غصّةً ملؤها الريبة في حلقه، من غير أن يُشعِرَ بها أحدا.

 

 

 

 

 

 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017