أعلن في نابلس عن إطلاق التكتل العنقودي الإبداعي لقطاع الأثاث في نابلس ، وذلك في إطار المشروع الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية ، بعنوان (دعم تطوير الصناعات والتكتلات العنقودية الثقافية والإبداعية في دول جنوب البحر المتوسط). جاء ذلك خلال لقاء عقد في غرفة تجارة وصناعة نابلس، امس، شارك فيه رئيس غرفة تجارة نابلس حسام حجاوي والاعضاء سمير قادري وبشير حنني وسامر فتوح ، وممثلة الاتحاد الأوروبي باتريس كامبودونيكو، وممثل السفارة الإيطالية ماركو أزاليني ، وممثلة وزارة الاقتصاد الوطني منال فرحان ، وممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) أحمد الفرا ، ومدير وزارة الاقتصاد الوطني في نابلس بشار الصيفي ، وممثلي اتحاد الغرف التجارية الصناعية الفلسطينية ، واعضاء التجمع العنقودي في غرفة تجارة نابلس من اصحاب منشآت قطاع الاثاث والمفروشات وممثلي عدد من الجهات ذات العلاقة.
وأوضح حجاوي ان هذا المشروع يأتي ثمرة للجهد الذي قادته الغرفة بالتعاون مع أصحاب وممثلي سلسلة من المنشآت ذات العلاقة الوثيقة بصناعة وإنتاج الأثاث والمفروشات الذي تشتهر وتتميز به نابلس ، معبرا عن شكره للاتحاد الاوروبي، والقنصلية الإيطالية، واليونيدو، ووزارة الاقتصاد الوطني، واتحاد الغرف التجارية الصناعية ، واعضاء التجمع العنقودي في نابلس على جهدهم وجديتهم والتزامهم بإنجاح المشروع ، متمنياً ان يبدأ التطبيق على الفور بعد فوز المشروع بنابلس ضمن المسابقة المهنية التي جرت مؤخراً. واكد حجاوي ان هذا الانجاز يأتي في اطار استعادة نابلس وتطويرها لدورها الاقتصادي الريادي على المستوى الوطني ، وأن فوز الغرفة بهذا المشروع يأتي انسجاماً مع توجهات وسياسة مجلس إدارتها من خلال رسالته واهتمامه بالصناعة من خلال تنمية قدرات أصحاب الأعمال وترويج المنتج الوطني ، والذي يعتبر أولوية خاصّة في ظل تراجع الصناعة في السنوات الاخيرة في فلسطين بشكل عام ، وفي نابلس بشكل خاص ، نتيجة لاستمرار الاحتلال وإجراءاته ، كما يأتي ذلك في اطار حرص ممثلي منشآت قطاع الاثاث على النهوض بمنشآتهم وأعمالهم وإنتاجهم بالتعاون مع المؤسسة التي تمثلهم ، وهذا يجسد قدرة القطاع الخاص على العمل والتحدي والإنجاز في ظل ظروف غير طبيعية محلية وإقليمية ودولية. واضاف: ان هذا الفوز هو إنجاز على طريق التنمية الاقتصادية الشاملة في فلسطين، ويأتي ذلك عن طريق تعاطي واستفادة القطاع الخاص من كافة المشاريع التي تهدف الى الارتقاء بمنشآته وانتاجه ،
ويأتي هذا المشروع تتويجاً لاهتمام الغرفة بهذا القطاع الاقتصادي الهام بعد تنظيمها لمعرض (أيام الاثاث) العام 2012 ، والذي شكّل علامة فارقة في تاريخ المعارض الصناعية في فلسطين ، وهو المعرض الذي ترك نتائج ايجابية على العديد من المنشآت. وعبر عن امله بأن يستفيد هذا القطاع المتميز والواعد من سلسلة الأنشطة المنهجية التي تتمحور حول تعزيز قدرات مجموعة المنشآت في مجالات من أبرزها تعزيز قدرات التصميم الإبداعي لأعضاء التكتل العنقودي ، وتحسين عمليات الإنتاج وتخفيض التكلفة بما يعزز من قدرتهم على المنافسة ، وتوفير الدعم اللازم لتعزيز التواجد والحصص التسويقية في الأسواق المحلية والخارجية. واشاد حجاوي بالمنهجية المجربة والخبرة العميقة لدى منظمة (اليونيدو) المتخصصة في التنمية الصناعية ومن خلال تجاربها الهامة حول العالم وبما يكفل الخصوصية الفلسطينية الداخلية والمحيطة ، ورأى في الدعم الأوروبي والايطالي بشكل خاص فرصة هامة لمد الجسور فيما بين التجمعات العربية وكذلك التجمعات العنقودية في أوروبا، وبشكل خاص تلك التخصصية في إيطاليا واكد أن الالتفاف والتواجد المحلي القوي والعلاقات المتميزة لغرفة تجارة نابلس في السوق المحلي والخارجي ستكون منصبة على تعزيز الدعم النوعي لهذا التكتل ، وتفتح له كافة الأبواب للتعاون وبشكل خاص مع الهيئات الأكاديمية وعلى رأسها جامعة النجاح الوطنية والهيئات المحلية المتخصصة. واعرب عن أمله بان يشكل المشروع الحالي منعطفاً تحولياً في حياة قطاع الأثاث في نابلس ، وأن تنعكس مخرجاته على تطوير القطاع والعاملين فيه من كافة النواحي ، مثمناً جهد الجميع في المساهمة بإنجاح العمل خلال سنوات تطبيقه.
وفي كلمتها ، اكدت منال فرحان ان وزارة الاقتصاد الوطني تعتز بهذا القطاع وتولي اهتماما كبيرا لهذا القطاع ، وقد عملت الوزارة مع شركائها في القطاع الخاص لوضع استراتيجية وطنية للتصدير في قطاع الاثاث الى الدول العربية، نظرا لقدرة هذا القطاع على المنافسة في الاسواق العربية والعالمية. واشارت فرحان الى ان المشروع سيعود بالفائدة على اعضاء التجمع لبناء قدراتهم لانتاج منتجات ابداعية ، وشددت على اهمية النجاح في هذا المشروع الاقليمي التجريبي لان النجاح به سيعطي الفرصة للفوز بمشاريع لتجمعات عنقودية اخرى في فلسطين ، واوضحت ان المشروع تشاركي ، وان القائمين عليه سيكون دورهم توجيهي وسينفذون ما يحدده اعضاء التجمع العنقودي وما يضعونه من خطط.
اما ممثلة الاتحاد الاوروبي باتريشيا ، فاشارت الى ان هذا المشروع هو نمط جديد متبع في العالم للتنمية ، مؤكدة اهمية هذا المشروع في فلسطين نظرا للتهديدات الاجتماعية والاقتصادية مما يتطلب الابداع. واوضحت ان المشروع يهتم بالصناعة الخضراء والحفاظ على البيئة ، كما يهتم بالفئات المجتمعية المهمشة وذوي الدخل المحدود ، وان تركيز المشروع ليس فقط على الربح وانما على الحفاظ على البيئة ايضا.
من جانبه ، قال ممثل القنصلية الإيطالية والتعاون الفني الايطالي في القدس ماركو ازاليني ان هذا المشروع هام لتكوين التكتلات العنقودية في فلسطين ؛ نظرا لان المشروع يكمل المشاريع الايطالية مع الشركات الصغيرة والمتوسطة في القدرات المالية وغيرها ، واشار الى اهمية اختيار قطاع الاثاث الى جانب قطاعات اخرى كالحجر والزيتون. واعرب عن استعداد الجانب الايطالي لتوفير خبير تصميم ايطالي وكذلك خبير في المعدات للعمل مع المشروع.
وعبر احمد الفرا عن امله بان يخرج المشروع بنتائج ملموسة قريبا ، وقام بتسليم رئيس غرفة التجارة والصناعة رسالة نجاح وقبول التكتل العنقودي الابداعي لقطاع الاثاث في نابلس من جانب الشركاء ، فيما قدّم حجاوي هدية رمزية لممثلي المؤسسات الشريكة.
وجرى في اللقاء تقديم عرض من قبل احمد الفرا اشتمل على أبرز مراحل نشأة المشروع واختيار التكتلات المشاركة ، وتم الإعلان رسميا عن التكتلات المختارة ، وعرض خطة عمل المشروع لسنة 2015.
كما قدم كل من اياد بريك منسق المشروع في الغرفة وايمن حنون ممثل التجمع عرضا تقديميا حول تكتل قطاع الأثاث في نابلس تناولا فيه خطوات العمل التي جرت طيلة الفترة الماضية تحضيرا لفوز نابلس به.
وفي نهاية اللقاء ، دار نقاش شارك فيه رئيس الغرفة حسام حجاوي ، ومنال فرحان ممثلة الوزارة ، وخبير مشروع التجمعات العنقودية الفرنسية ، و د. يحيى صالح ممثل جامعة النجاح الوطنية حول دور كل منهم وجاهزيته للتعاون ، اضافة الى أبرز الأنشطة المشتركة للتكتل العنقودي ، وعرض الخطوات القادمة للمشروع.