بدقيقة واحدة تنتهي حياة بيت كاملة
جرافات الاحتلال تنهي حلم فراس نجم في اريحا بالمسكن
كتبت سرين عاطف
في منزِله الذي لم يُسكن بعد ، والذي أنهى تجهيزاته بعد العيد وأصبح صالحاً للسكن، بعد عناءٍ طويل من الجهد والعمل، هذا المنزل الذي حوّلته آلة الحرب العسكرية الإسرائيلية إلى كومة تراب لا تصلح للعيش والسكن.
فراس مصطفى نجم من بلدة قبلان يروي تفاصيل هدم منزله الكائن في أريحا منطقة شارع فلسطين، قصة من القصص المتكررة لمئات المنازل الفلسطينية بتفاصيل وذكريات مختلفة ومعاناة واحدة.
بكلمات من الصبر والصمود يرددها فراس "الحمدلله"، بصوت هادئ يكاد يأسر ضعفنا، ويقول :
"نحن مثل غيرنا لا نزيد ولا ننقص هذا تقدير الله وقدّر الله وما شاء فعل".
سألته بالبداية؛ هل كنت تعلم أن بيتك سيُهدم؟ أجاب لا.
وأضاف أنه فوجئ وهو ذاهب لعمله صباحاً وبدون سابق إنذار بتواجد آليات الإحتلال أمام منزله والتي كانت قد جرفته ولم يتبق منه سوى الركام، مضيفاً أنه يحمل أوراقاً ثبوتية للمنزل وقطعة الأرض ويمتلك ترخيصاً من بلدية أريحا إلا أن الإحتلال يأتي دائماً عكس أمانينا وتوقعاتنا.
يقاوم فراس بصمت وصبر وعزيمة وإصرار على مواصلة الحياة بمرّها وحلوّها، يقطع الحواجز أميال لتأمين قوت يومه والعيش بسلام، لكن الإحتلال وممارساته السياسية والعسكرية تقف عائقاً أمام الفلسطينيين أينما اتجهت خطاهم.
يستغل الإحتلال الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة لتنفيذ عقاب جماعي ضد الفلسطينيين ويتابع فراس:
"استطاع الإحتلال هدم منزلي لكنه لن يستطيع هدم معنوياتنا ورباطنا وثباتنا في أراضينا".
وأنهى حديثه بالتمسك والثبات والوجود على هذه الأرض حتى زوال الإحتلال.
لو تعرف البيوت أي مصير ينتظرها في فلسطين لاكتفت بالخيمة وطناً، ولو يعرف السلام أي قاتل يتربص به لاكتفى بالأحلام.
