قال رئيس بلدية جنين السابق نضال العبيدي، إن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين يمثل جريمة تهجير قسري ممنهجة، موضحاً أن الاحتلال شطَب ثلث المخيم بالكامل، وأعلن بشكل واضح وصريح رفضه عودة أي شخص إلى تلك المنطقة.

وأضاف العبيدي لـ "وكالة سند للأنباء"، مساء الإثنين، "الاحتلال لا يكتفي بمنع الأهالي من العودة، بل يهدد بهدم أي منزل يُبنى مجدداً في الجزء الذي دمّره، في محاولة لفرض واقع جديد على الأرض".

وأشار إلى أن أكثر من ثلث سكان المخيم، الذين كان عددهم قبل العدوان نحو 19 ألف نسمة، سيُحرمون من العودة إلى بيوتهم وأحيائهم التي عاشوا فيها أجيالاً متعاقبة.

وأكد أن هذه السياسة تمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين الدولية، وجزءاً من مخطط أوسع لتفريغ المخيمات الفلسطينية من سكانها، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل ووقف هذه الجرائم التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب.

وكشف العبيدي أن قوات الاحتلال استخدمت خلال عملية التدمير الجرافات والمجنزرات والطائرات المسيّرة، وهدمت البنية التحتية بالكامل بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وسوت عشرات المنازل بالأرض على مرأى العالم، ما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في المخيم.

واعتبر أن ما يجري في مخيم جنين ليس حادثة معزولة، بل جزء من مخطط إسرائيلي أوسع لشطب المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية لما تمثله من رمزية سياسية وتاريخية حية لقضية اللاجئين وحق العودة.

وختم العبيدي تصريحه قائلاً: "المخيمات كانت وستبقى شاهدًا على النكبة، ورمزًا لصمود شعبنا وإصراره على العودة، وأي محاولة لشطبها أو محوها من الخريطة ستفشل، لأن هذه الذاكرة محفورة في وجدان الفلسطينيين جيلاً بعد جيل".