توصل باحثان فرنسيان إلى السبب المحتمل وراء حالات عسر القراءة عند الطلاب القابلة للعلاج، وأنه يكمن في بقع وخلايا صغيرة داخل العين البشرية. وعسر القراءة هو اضطراب تعلمي يتمثل أساسا في صعوبة في القراءة والهجاء ويختلف عن مشكلات القراءة الناجمة عن أسباب أخرى.
وللوصول إلى نتائج الدراسة التي نشرت أمس الخميس، فحص الباحثان في جامعة رين الفرنسية، العين في ثلاثين حالة لا تعاني من مشكلة عسر القراءة وثلاثين حالة أخرى تعاني من هذه الحال.
وخلصت الدراسة إلى أنه في معظم حالات عسر القراءة "توجد بقع مستديرة مهيمنة في العينين، وليس في عين واحدة، وهو ما يؤدي إلى الضبابية وتشوش الرؤية".
واكتشف العالمان "اختلافا عميقا في شكل البقع داخل العين، حيث توجد الخلايا المخروطية الحمراء والخضراء والزرقاء، المسؤولة عن تحديد الألوان".
ووجد الباحثان أن لدى من لا يعانون عسر القراءة، كانت البقع الزرقاء الخالية من الخلايا المخروطية مستديرة في إحدى العينين، ومستطيلة أو غير منتظمة الشكل في العين الأخرى، وهو ما يجعل المستديرة هي العين المهيمنة.
أما من يعانون عسر القراءة، فكانت البقع في كلتا العينين بنفس الاستدارة، وهو ما يعني أن كلتا العينين مهيمنتين. وهناك تقديرات تفيد بأن عُسر القراءة يصيب ما بين 5% إلى 17% من سكان الولايات المتحدة.
وبحسب الباحثين، ينتج عن هذه الحال ارتباك المخ بسبب وجود صورتين مختلفتين بعض الشيء، وهو ما يسبب عُسر القراءة.
وقال العالمان جاي روبار وألبير لو فلوش، إن "هذا التماثل قد يكون الأساس البيولوجي والتشريحي وراء عجز القراءة والهجاء".
وأضافا أنه "بالنسبة للطلاب الذين يعانون من عُسر القراءة، تكون العينان متماثلتين، الأمر الذي يجعل المخ يعتمد تباعا على إصدارين مختلفين إلى حد ما للمشهد البصري".
نقلا عن الجزيرة نت