أعلن باحثون أميركيون أن تقنية جديدة تعتمد على تقديم جرعات عالية من العلاج الإشعاعي للأورام، يعد خياراً علاجياً فعالاً بالنسبة للمرضى المصابين بـ #سرطان_الكبد في المراحل المبكرة.
وأجرى الدراسة باحثون بقسم الأشعة، في جامعة نورث وسترن الأميركية، ونشروا نتائجها، الثلاثاء، في دورية (American Journal of Epidemiology) العلمية.
وأوضحوا أن الخيارات العلاجية متاحة أمام مرضى سرطان الكبد في المراحل المبكرة، أبرزها جراحة استئصال الأورام، وزرع الكبد، وهي خيارات لا تلائم جميع المرضى بسبب تكاليفها المرتفعة، ومضاعفاتها المحتملة.
ويعتمد العلاج الإشعاعي على استخدام طاقة عالية من الأشعة السينية، تعمل على قتل الخلايا السرطانية التي تنمو وتنقسم بسرعة أكبر من أغلب الخلايا الطبيعية الأخرى حولها، وفق الباحثين.
كما يتم العلاج الإشعاعي الباطني عبر إدخال مادة مشعة إلى الورم مباشرة أو قربه، عن طريق حقن مصادر الإشعاع من خلال إبر أو أنابيب صغيرة ورفيعة.
وفي بعض الأحيان تترك المادة في الجسم، حيث تعرف هذه العملية بالعلاج الباطني الدائم. وفي هذه الحالة يتم إدخال حبات خرز صغيرة تحتوي المادة المشعة إلى الورم، وتطلق الحبات الأشعة في مكان الورم لعدة أيام أو أسابيع، حتى تتوقف قدرتها على بث الإشعاع، دون أن تؤثر على الخلايا السليمة.
وأخضع فريق البحث 70 مريضاً في مرحلة مبكرة من سرطان الخلايا الكبدية، إلى تقنية جديدة أكثر دقة للعلاج الإشعاعي بجرعات عالية، بين عامي 2003 و2016، وقاموا بتحليل استجابات المرضى للعلاج على أساس مجموعتين من المعايير شائعة الاستخدام.
واستناداً إلى المعيار الأول، أظهر 90% من المرضى استجابة إيجابية للعلاج، فيما أظهر 59% منهم استجابة كاملة للعلاج.
واستناداً إلى المعيار الثاني، حقق 71% من المرضى استجابة إيجابية، بينما حقق 16% منهم استجابة كاملة.
ووجد الباحثون أن الجرعات العالية من العلاج الإشعاعي سيطرت على الورم المستهدف، وأبطأت في الوقت نفسه من تقدم المرض، وحسنت معدلات بقاء المرضى على قيد الحياة، بمعدلات تماثل جراحة استئصال الأورام، وزرع الكبد.
من جهته، قال قائد فريق البحث، الدكتور رياض سالم، رئيس قسم الأشعة في جامعة نورث وسترن: "لقد استطعنا إجراء عملية حقن للمادة المشعة والوصول بها إلى أورام صغيرة للغاية في الكبد، ما جنب معظم الأنسجة الطبيعية الضرر الذي قد يلحق بها نتيجة العلاج الإشعاعي".
وأوضح سالم أن "فريق البحث يعمل على ضبط الجرعة، والوصول إلى المستويات المثالية، التي تقتل الورم دون المساس بالخلايا السليمة".
يشار إلى أن سرطان الكبد هو مرض فتاك يتسبب بوفاة حوالي 600 ألف شخص سنوياً حول العالم، ما يجعله ثاني أكثر الأمراض فتكاً بعد سرطان الرئة، وفقاً لأحدث الإحصائيات.
وبحسب اللجنة الوطنية الأميركية لمكافحة السرطان، فإن أكثر من 40 ألف حالة جديدة من سرطان الكبد سيتم تشخيصها في الولايات المتحدة خلال عام 2018.
وتشمل عوامل الخطر المسببة لسرطان الكبد، عدوى فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي"، وإدمان المشروبات الكحولية، والإصابة بأمراض الكبد الدهنية غير الكحولية المرتبطة بمرض السكري والبدانة.
نقلا عن العربية نت