الرئيسية / الأخبار / أخبار اسرائيلية
"تحديات إسرائيل بعد صافرة وقف إطلاق النار في سورية"
تاريخ النشر: الأربعاء 01/08/2018 14:14
"تحديات إسرائيل بعد صافرة وقف إطلاق النار في سورية"
"تحديات إسرائيل بعد صافرة وقف إطلاق النار في سورية"


"تواجد الجيش السوري يجعل الحدود الأكثر هدوءا.. التواجد الروسي يصعّب استخدام القوة خشية إيقاع إصابات في صفوف الروس.. الحوار بشأن إبعاد إيران يبدأ من مسافة 100 كيلومتر من الحدود.. يجب مواجهة حزب الله قبل أن يؤسس لجبهة قتالية"

تناول المحلل العسكري لصحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، اليوم الأربعاء، مختلف التحديات التي ستواجهها إسرائيل في الجانب غير المحتل من الجولان، بعد استكمال سيطرة الجيش السوري عليه، وذلك بدءا من الجيش وروسيا وإيران وحزب الله، خاصة وأن وقف القتال في سورية سينهي استغلال إسرائيل للأوضاع لتحقيق أهداف عسكرية قريبة وبعيدة كما كان عليه الوضع في السنوات الأخيرة.

وبحسبه، فإن تواجد القوات السورية على مقربة للحدود يجعلها الأكثر هدوءا مقارنة بباقي الحدود، بينما حذر من أن تلعب القوات الروسية دور قوات الأمم المتحدة في لبنان بما يصعب على إسرائيل شن هجمات عسكرية.

أما بالنسبة لإيران، فقد استبعد أن تكون على مقربة من الحدود، وذلك نظرا لأن الحوار بهذا الشأن يبدأ من إبعادها مسافة 100 كيلومتر على الأقل، علاوة على أن سورية ليست معنية بتوريط إيران لها في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، ليخلص إلى أن تواجد قوات حزب الله قرب الحدود هو التحدي الذي يجب أن تصر إسرائيل على تحييده من خلال التشديد على الخطوط الحمراء التي تضعها.

وكتب أنه مع استكمال سيطرة الجيش السوري على الجولان (غير المحتل)، فإن إسرائيل تعود إلى وضع معروف لها، وهو وجود سيادة وعنوان واضح في الطرف الثاني من الحدود، بما قد يبدو على أنه استقرار مضمون وسلطة سورية برعاية روسية.

وفي حال عاد الطرفان إلى الوضع الذي كان سائدا قبل العام 2011، مع الالتزام باتفاقيات فض الاشتباك من العام 1974 بكاملها، فإن الحدود في الجولان ستكون الأكثر هدوءا من بين كافة حدود الدولة، مثلما كان عليه الوضع قبل سبع سنوات ونصف، على حد قوله.

ويتابع أن الجيش السوري لن يصل الحدود لوحده، حيث سيرافقه الروس. وسيكون التواجد الروسي البري على الأرض، والذي يفترض أن يكون بهدف التهدئة، في حال وافقت موسكو على تلقي معلومات من إسرائيل، والعمل بموجبها من أجل إحباط عمليات معادية لإسرائيل. وفي حال كان الروس نسخة محتلنة من قوات الطوارئ الدولية في لبنان (اليونيفيل) لا يسمعون ولا يتحدثون، فإن إسرائيل ستواجه مشكلة لأن تواجدهم سيصعب عليها استخدام القوة خشية إيقاع إصابات في صفوفهم.

ويضيف أن المشاكل الكبرى هي إيران وحزب الله، رغم الشكوك في إمكانية وصول إيران إلى الحدود، حيث أن إسرائيل لن تعمل لوحدها في عرقلة ذلك، وإنما روسيا أيضا، وكذلك سورية التي باتت تخشى أن تورطها طهران مع إسرائيل.

ويشير إلى أن إسرائيل تصر على أن الإبعاد الكامل لإيران من أراضي سورية، وهناك شكوك في إمكانية تحقيق هذا الهدف، حيث أن الاقتراح الروسي الأخير كان إبعادهم لمسافة 100 كيلومتر من الحدود كان الأساس للحوار الذي سينتهي في الفترة القريبة.

وبحسبه، فإن المشكلة الكبرى هي حزب الله الذي يتواجد اليوم على طول الحدود من خلال "مستشارين" يرافقون القوات السورية، وكذلك مئات القرويين الذين يدفع رواتب لهم من أجل جمع معلومات.

ويشير في هذا السياق إلى أن الهجوم الإسرائيلي الضخم في أيار/مايو قد أدى إلى تدمير عدة مواقع رصد تابعة لحزب الله على طول الحدود في الجانب غير المحتل من الجولان، كما تم استهداف بعضها الأسبوع الماضي، ومن المرجح أنه سيتم بناؤها مجددا.

ويضيف أن الحديث عن قرار إستراتيجي من قبل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، لتحويل الجولان إلى جبهة قتالية مع إسرائيل. وبحسبه فـ"الطريقة معروفة. انضمام إلى الجيش المحلي في المرحلة الأولى؛ وفي المرحلة الثانية توفير قدرات تكتيكية: عبوات ناسفة وقنص وصواريخ مضادة للدبابات؛ وفي المرحلة الثالثة حشد المزيد من القوة، مع التشديد على الصواريخ". ويشير هنا إلى أنه تم تجاوز المرحلة الأولى، وباتت المرحلة الثانية في أوجها، وإذا لم يتم وقف ذلك فـ"سوف نرى المرحلة الثالثة خلال بضع سنوات".

ويخلص المحلل العسكري إلى أن هذا هو التحدي الأساسي، باعتبار أن مواجهته ستتحول إلى معقدة منذ لحظة انطلاق صافرة وقف القتال، وذلك لأن إسرائيل استغلت الأوضاع في سورية حتى اليوم لتحقيق أهدافها، من جهة شن هجمات على كل هدف تعتقد أنه يشكل خطرا عليها، سواء كان قريبا أم بعيدا. وبعد اليوم سيتطلب استخدام القوة توضيحا وتبريرا أكثر تعقيدا، ومن الممكن أن يؤدي إلى تصعيد غير مرغوب به، ولذلك يجب على إسرائيل أن تقوم بتفعيل "العصا والجزرة" إزاء كل الأطراف، والإصرار على الخطوط الحمراء التي تضعها.




 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017