كشفت دراسة أسترالية حديثة، عن أن إدمان التدخين وشرب الكحول معًا يلحقان أضرارًا مزدوجة بخلايا الجهاز العصبي المركزي في الدماغ.
وأجرى الدراسة باحثون من كلية الصحة والعلوم الطبية في جامعة أديلايد الأسترالية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية "ACS Chemical Neuroscience" العلمية.
وحذّر الباحثون من أن تدخين التبغ يسبب عددا من التغيرات الكيميائية، والإجهاد التأكسدي والتهابات في الدماغ، ويمكن أن يؤدي استهلاك الكحول إلى تأثيرات مشابهة.
وراقب الفريق مجموعة من الفئران، وقسموهم إلى مجموعتين، وأعطوا الأولى الكحول والدخان معًا لمدة 28 يومًا، فيما لم تشرب المجموعة الثانية الكحول أو تستنشق دخان التبغ، لرصد التغييرات المشتركة لكلا العاملين.
ووجد الباحثون بعد مقارنة أدمغة المجموعتين أن الفئران التي أعطوها التبغ والكحول زاد لديها مستويات السيتوكينات، وهي مجموعة من البروتينات المحفزة على حدوث الالتهابات، في الدماغ مقارنة بالمجموعة الأخرى.
ووجد الباحثون أيضًا أن المجموعة الأولى انخفضت لديها مستويات عامل التغذية العصبية في الدماغ، وهو عامل النمو الذي يساعد الخلايا العصبية الموجودة للبقاء على قيد الحياة ويحفز نمو الخلايا الجديدة فيه.
وعلّقت قائدة فريق البحث الدكتورة ألانا هانسن، قائلة إن "هذه النتائج تشير إلى أن مدمني الكحول الذين يدخنون يمكن أن يكونوا في خطر إضافي لحدوث أضرار كبيرة في الخلايا العصبية بالدماغ".
كما وأضافت أنه "وفقا للمعهد الوطني الأميركي للإدمان على الكحول، فإن الكثير من المدخنين يشربون الكحول بشكل مفرط والعكس، ولذلك، فإن دراسة الآثار المشتركة لهما على الجهاز العصبي المركزي يمكن أن تسفر عن رؤى قيمة تنقذ الأشخاص من أخطار كبيرة قد تلحق بأدمغتهم".
ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن تعاطي الكحول يتسبب بـ4 في المئة من حالات الوفاة على مستوى العالم سنويًا، ويعد إدمان المشروبات الكحولية من العوامل التي تهدد بضياع الكثير من سنوات عمر الإنسان جراء المرض والإعاقة في الدول ذات الدخل المتوسط التي يعيش فيها نحو نصف سكان العالم.
كما وأشارت المنظمة، في أحدث تقاريرها إلى أن التبغ أو التدخين يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويا، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطون سابقون وحاليون للتبغ، وحوالي 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي.
وشددت عل أن التدخين يعد أحد الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة، من ضمنها السرطان، وأمراض الرئة، وأمراض القلب، والأوعية الدموية.