الرئيسية / منوعات / صحة
اكتشاف طريقة غريبة لمكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية
تاريخ النشر: الأثنين 01/04/2019 10:51
اكتشاف طريقة غريبة لمكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية
اكتشاف طريقة غريبة لمكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية

سلطت دراسة أوروبية الضوء على المشاكل التي يواجهها عدد من الدول الأوروبية مع البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وأظهرت الدراسة قدرة محطات معالجة مياه الصرف الصحي على الحد من مخاطر هذه البكتيريا، في اكتشاف غريب ولافت.

المحطات الحديثة لتنقية مياه الصرف الصحي يمكن أن تخفض انتشار البكتيريا المستعصية على المضادات الحيوية، وذلك حسب دراسة أجراها باحثون تحت إشراف كاتارينا بيرنينِن، من جامعة هلسنكي، وديفيد كنايس من جامعة دريسدن للعلوم التطبيقية، ونشرت في العدد الأخير من مجلة "ساينس أدفانسيس" المتخصصة.

وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تصبح البكتيريا قادرة على تحمل العلاج أو المضاد الحيوي الذي كان يقتلها ويقضي عليها في السابق.

ومقاومة المضادات الحيوية حالة خطيرة تتنامى في الوقت الحالي، حتى إن بعض المتشائمين يرون أنها قد تؤدي إلى ظهور بكتيريا شرسة قادرة على قتل الآلاف أو الملايين من البشر، مثلما كانت تفعل الأمراض المعدية قبل اكتشاف المضادات الحيوية.

وهناك آليات عدة تقوم فيها البكتيريا بمقاومة المضاد الحيوي؛ مثل إفراز إنزيمات تعطله، وهذا ما يحدث في حالة البكتيريا المقاومة لبنسلين "جي" التي تنتج إنزيم بيتا لاكتاميزيز الذي يعطل هذا المضاد الحيوي، كما قد تطور البكتيريا آليات لتقليل نفاذ الدواء إلى داخل خلاياها.


مستعصية
وتمثل البكتريا المستعصية على المضادات الحيوية مشكلة كبيرة في عالم الطب، إذ إن كثير من هذه البكتيريا التي تتسبب في الإصابة بالأمراض لم يعد يستجيب للعقاقير المتوفرة في الوقت الحالي.

وأوضح الباحثون أن البكتريا المستعصية على المضادات الحيوية وجيناتها المقاومة لهذه المضادات تنتشر على مستوى العالم بين البشر وفي السلع الغذائية والحيوانات والنباتات، وفي البيئة (في التربة والمياه والهواء). في حين أشار الباحثون إلى أن العلماء لا يعرفون حتى الآن سوى القليل عن كيفية تطور الجينات المقاومة للمضادات الحيوية في البيئة.

ودرس فريق الباحثين الدولي 12 محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي، في سبعة بلدان أوروبية، وهي قبرص، وإسبانيا، والبرتغال، وإيرلندا، والنرويج، وفنلندا، إضافة إلى ألمانيا. وحلل الباحثون -خلال ذلك وعلى مدى عدة أيام- المياه الداخلة والمياه الخارجة، باحثين عن 229 جينا شائعاً من الجينات المقاومة. وقال كنايس إن هذه هي المرة الأولى التي تتم فيها هذه الخطوة بشكل تنسيقي بين عدد من الدول الأوروبية وبالوسائل العلمية نفسها.

وعثر الباحثون من ناحية المبدأ على ضالتهم المنشودة، في جميع المحطات. ولكنهم وجدوا أن هناك فوارق في انتشار هذه الجينات بين الشمال والجنوب، حيث تبين لهم أن تلوث المياه بهذه البكتريا كان أكثر وضوحاً في جنوب أوروبا وفي إيرلندا عنه في ألمانيا وشمال أوروبا، وهو ما ينسجم مع حقيقة أن حجم المضادات الحيوية التي يصفها الأطباء في جنوب أوروبا أكثر بوضوح منها في شمال أوروبا. ومن ناحية المبدأ تناسبت الجينات المقاومة التي عثر عليها الباحثون مع تلك البكتيريا المقاومة التي تمثل مشكلة للأطباء في المستشفيات.

وذكر الباحثون -على سبيل المثال- بكتيريا الإشريكية القولونية، وبكتيريا الكلبسيلة الرئوية، وبكتيريا الزائفة الزنجارية، وبكتيريا المكورة العنقودية الذهبية.


معالجة
كما أثبتت التحليلات أن محطات معالجة مياه الصرف تخفض التلوث البكتيري "حيث خففت 11 من إجمالي 12 محطة شملتها الدراسة، مشكلة تلوث المياه بالبكتيريا المستعصية، وهو ما يشير إلى أن المحطات الحديثة تعمل بشكل جيد في ما يتعلق بهذه النقطة"، حسب ما أوضحه ماركو فيرتا كبير الباحثين من جامعة هلسنكي، في بيان عن الجامعة.

وأشار إلى أن محطة واحدة فقط -في البرتغال- هي التي كانت فيها نسبة التلوث البكتيري في المياه المعالجة أعلى بشكل واضح منه في المياه غير المعالجة. ومع ذلك، فإن جميع محطات معالجة مياه الصرف تخفف الجينات المقاومة في البيئة.

وكان حجم تلوث المياه المعالجة في دول جنوب أوروبا وفي إيرلندا أعلى منه في الدول الثلاث الواقعة شمال أوروبا. وأكد كنايس أن ذلك ليس فقط بسبب عدد مرات وصف المضادات الحيوية للمرضى في هذه الدول، حيث إن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً في ذلك، من بينها حجم الأمطار ووصف المضادات الحيوية للحيوانات في القطاع الزراعي، وحجم محطات المعالجة، ودرجات الحرارة بشكل خاص، وذلك لأن الكثير من البكتيريا التي تعيش في العصارة الهضمية للبشر تتمتع بظروف مثالية عندما تكون درجة حرارة الوسط الذي تعيش فيه ثلاثين درجة مئوية؛ "لذلك فليس من المفاجئ أن هذه البكتيريا تظل حية بشكل أفضل في بيئة المناطق الأكثر دفئاً"، حسب ما أوضحه الباحثون.

المصدر : الجزيرة,دويتشه فيلله,الألمانية 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017