عرب ٤٨
أظهرت دراسة دنماركية جديدة، وجود علاقة بين الحالة النفسية والصحة البدنية لدى الأشخاص، حيث أن الدهون الزائدة قد تكون مصدرا إضافيا للاكتئاب.
والدراسة أجراها باحثون بجامعة آرهوس الدنماركية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من الدورية العلمية "الطب النفسي المرتبط بالحركة" (بالترجمة الحرفية من اللغة الإنجليزية).
وأوضح الباحثون أن مؤشر كتلة الجسم الذي يفحص العلاقة بين طول ووزن الجسم، ويستخدم في الغالب لقياس السمنة، لا يعتبر دقيقا لأنه لا يأخذ، على سبيل المثال، كتلة بناء الجسم والعضلات بعين الاعتبار.
وفي الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتحليل بيانات من البنك الحيوي البريطاني، الذي يحتوي على بيانات عن العلاقة بين المتغيرات الجينية والقياسات الفيزيائية بما في ذلك كتلة الدهون في الجسم الموزعة حول أجزاء من الجسم، بالإضافة إلى بيانات اتحاد الجينوم النفسي في بريطانيا، الذي يحتوي على معلومات عن العلاقة بين المتغيرات الوراثية والاكتئاب.
ووجد الباحثون أن زيادة نسبة الدهون في الجسم حوالى 10 كيلوجرامات، تزيد نسبة الإصابة بالاكتئاب إلى 17 بالمئة، وكلما زادت نسبة الدهون زادت نسبة إصابة الأشخاص بالاكتئاب.
وقال قائد فريق البحث، الدكتور سورن دينسن أوسترجارد: "دراستنا تكشف أن الدهون الزائدة في الجسم خطر، بغض النظر على موضعها، حيث لا يتوقف الخطر عند حد الدهون الموجودة في محيط الخصر فقط".
وأضاف أن "العواقب النفسية لفرط الوزن أو السمنة هي التي تؤدي إلى زيادة خطر الاكتئاب، حيث يكون لها التأثير الأكثر ضررا من الناحية البيولوجية".
وأشار أوسترجارد، إلى أنه "بالإضافة إلى العواقب الجسدية المعروفة للسمنة، مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، هناك أيضا عنصر نفسي مهم وموثق جيدا، ويجب معالجته أيضا وهو الاكتئاب، وهذه حجة أخرى لمواجهة وباء السمنة".
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن هناك أكثر من 1.4 مليار نسمة من البالغين يعانون من فرط الوزن، وأكثر من نصف مليار نسمة يعانون من السمنة، ويموت ما لا يقلّ عن 2.8 مليون نسمة كل عام بسبب فرط الوزن أو السمنة.
وأضافت أن السمنة ترتبط بمجموعة كبيرة من المضاعفات الصحية الخطيرة، أبرزها أمراض السكري والقلب والسرطان، بالإضافة إلى العجز وأمراض الدماغ.