أكدت دراسة لمنظمة الصحة العالمية أن روسيا -المعروفة بأنها من أكثر دول العالم استهلاكا للخمور- تحرز تقدما هائلا في مكافحة الكحول، وأن متوسط العمر فيها بلغ مستوى تاريخيا حيث أصبح 68 عاما للرجال و78 عاما للنساء.
وحسب الدراسة فإن استهلاك الكحول في روسيا تراجع في الفترة بين 2003 و2016 بنسبة 43%، حسبما أفادت المنظمة الاثنين، وفي الوقت ذاته ارتفع متوسط الأعمار في روسيا بشكل هائل.
وعلقت خبيرة المنظمة كارينا فيريرا بورجيس على ذلك بالقول "إن ما يجري هنا هو تدمير للصورة النمطية السائدة عن روسيا"، مشيرة بذلك للسمعة المعروفة عن روسيا بأنها من البلدان صاحبة أكبر نسبة استهلاك للخمور على مستوى العالم.
وفقا لبيانات الدراسة فإن نسبة استهلاك الفرد للكحول في روسيا لم تتجاوز 11.7 لترا في السنة عام 2016، مقارنة بـ13.4 لترا في ألمانيا، على سبيل المثال. يشار إلى أن كل نصف لتر من الجعة يحتوي على نحو 20 غراما من الكحول.
وتقول فيريرا بورجيس في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية عن الدراسة "البيانات واضحة جدا، وهي نتيجة للعديد من المبادرات السياسية"، مشيرة إلى أن من بين هذه المبادرات التي اتخذتها روسيا في مواجهة الكحول هي تحديد حد أدنى لأسعار الكحول وزيادة الضرائب واعتماد حظر بيع الخمر ليلا.
وقالت خبيرة المنظمة إنه على الرغم من أن معدل استهلاك الكحول في روسيا لا يزال أحد أعلى معدلات الاستهلاك في العالم، فإن روسيا ربما أصبحت مثالا يحتذى به على مستوى العالم في مكافحة ارتفاع معدل الوفاة جراء تعاطي الكحول.
وشددت الباحثة على أن النموذج الروسي برهن بوضوح على العلاقة بين تبني سياسة صارمة ضد الكحول وارتفاع معدل الأعمار.
وقال معدو الدراسة إن متوسط العمر في روسيا بلغ مستوى تاريخيا، حيث أصبح 68 عاما للرجال و78 عاما للنساء.
وأوضحت فيريرا بورجيس أن مجموعات البيانات التي حللها معدو الدراسة أكدت مرة أخرى العواقب المميتة لاستهلاك الخمور.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية منذ وقت طويل أن الكحول أحد أسباب الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والدورة الدموية.
كما تصنف المنظمة الحوادث وجرائم القتل التي تتم تحت تأثير الكحول ضمن العواقب الخطيرة لتعاطي الخمور.
المصدر : الألمانية