عرب ٤٨ / الأناضول
كشفت دراسة حديثة، أجراها باحثون بجامعة أكسفورد البريطانية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية "Science Translational Medicine" العلمية، أن عقارًا جديدًا يمكن أن يحسن أعراض التهاب الجلد التأتبي، الذي يعرف بالأكزيما بجرعة واحدة فقط.
وأوضح الباحثون أنه لا يوجد حاليًا أي علاج يخلص المرضى تماما من هذه الحالة الجلدية، لكن يمكن للأطباء مساعدة الأشخاص في العثور على خطة علاجية تساعد على تقليل حدة الأعراض عند حدوثها.
وتتضمن خطط العلاج ضبط النظام الغذائي ونمط الحياة، واستخدام الكريمات الموضعية، وتناول أدوية، مثل مثبطات المناعة التي تعمل عن طريق تخفيف استجابة الجهاز المناعي لمسببات الحساسية التي تسبب أعراض التهاب الجلد التأتبي، لكن يمكن أن يكون لهذه الأدوية آثار جانبية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، ومشاكل في الكبد، والصداع والدوار والغثيان.
لذلك يبحث الباحثون عن أدوية بديلة يمكن أن تحسن أيضًا من أعراض التهاب الجلد التأتبي، واكتشفوا أن عقارًا جديدًا يسمى "etokimab" يمكن أن يحسن أعراض المرض.
وللوصول إلى دراستهم، تابع الفريق 12 مريضًا بالأكزيما، في تجربة سريرية على العقار الجديد، الذي يلعب دوار في استهداف الاستجابات المناعية لمسببات الحساسية، وبعد جرعة واحدة من العلاج، واجه المشاركون نشاطًا أقل في مسببات الحساسية، وهي نوع من الخلايا المناعية، تسهم في زيادة التهاب الجلد التأتبي.
وبعد 29 يومًا، من تناول العقار أظهر 83 بالمئة من الذين تلقوا العلاج تحسينات كبيرة في أعراض الأكزيما، ما قلل من درجات شدة المرض لديهم إلى النصف.
وفي نهاية فترة الدراسة، أظهر المشاركون أيضًا انخفاضًا بنسبة 40 بالمئة في مستويات نوع معين من الخلايا المناعية في مجرى الدم، تسمى الخلية الحمضية، وهي مرتبطة بكيفية استجابة الشخص لمسببات الحساسية المختلفة.
وقال قائد فريق البحث، البروفيسور غراهام أوغ: "هذه التجربة الإكلينيكية هي الأولى ترصد فاعلية العقار الجديد في مساعد الأشخاص المصابين بالتهاب الجلد التأتبي، وقد رصدنا تحسنا كبيرا في التخلص من أعراض المرض بعد تناول جرعة واحدة فقط".
وأضاف: "هذه النتائج أولية، لكننا نقوم حاليًا باختبار العلاج في تجربة على عدد أكبر من البشر يضم 300 مشارك يعانون من التهاب الجلد التأتبي، ونتطلع إلى رؤية النتائج".
والتهاب الجلد التأتبي أو "الإكزيما"، مرض جلدي ناتج عن التهاب الجلد، ويتعلق بفرط التحسس، وينتج عن عوامل وراثية ومناعية وبيئية، ويسبب تهيج الجلد واستثارته للحكة، واحمراره وجفافه لدرجة ظهور تشققات وخشونة وقشرة على الجلد.
وتشكل "الإكزيما" 15 إلى 20 بالمئة من الأمراض الجلدية كافة، وتظهر بشكل خاص على الوجه والأطراف، وتصيب الإنسان في أي عمر، ولكنها أكثر شيوعاً عند قبل سن المدرسة، بالإضافة إلي كبار السن.