الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
في تصفياتِ مونديال الحياة، يصارعونَ للبقاء
تاريخ النشر: الجمعة 01/11/2019 16:25
في تصفياتِ مونديال الحياة، يصارعونَ للبقاء
في تصفياتِ مونديال الحياة، يصارعونَ للبقاء

 _ياسمين قطيشات 

مشاكلٌ  هموم ، و صراعٌ مستديم للعيشِ في دوامة الحياة ِالمعاصرة  التي تطحنُ المستضعفين ولا يكفي فيها أن تريد العيش ولا طلبك ِللقمته وقد لا يكفي نضالكَ في سبيله أيضأ ، والشعبُ الفلسطيني هو أحد الشعوب التي تصارعُ لتبقى ، فتارةً يصارعُ الاحتلالَ الغاشم وما تُخلفه جرائمه من خرابٍ و دمار، وتارةً يصارعُ الانقسام ، الذي باتَ مشكلةً اساسيةً  يتوجبُ علينا السماعَ لتفاصيلها كل صباح ، وتارةً أخرى يصارعُ البطالة ، الفقر والحاجة ليبقى في مضمارِ الحياة ولا يعلمُ ما القادم الا ربُ العباد.

عائلة أبو أنس هي احد العائلات الفلسطينية في محافظة طوباس التي تعاني من الحاجة والمرض ، هي عائلة من تسع افراد خارت قواهم في صراع الحياة  من أجل العيش ،فبيتهم ليس ببيت يصلح للعيش ، غير آمن ليحتضن الاطفال ، فلا يحميهم من برد الشتاء القارص ولا من حرارة الشمس الحارقة .

في ذلك البيت المستأجر في أحد زوايا محافظة طوباس جلست أم أنس لتروي قصة مرضها ومعاناتها مع آلام الظهر ومشاكل الدم ، فبدأت كلامها بأنها لا تعلم ما تقول ومن أين تبدا , أتبدأ من مرضها الذي انهك قواها أم من وضع عائلتها والفقر والحاجة التي يعانوها.

وفي تنهيدةٍ قوية تعبر عن الالم الذي بداخلها  قالت " ما زاد الامر سوءاً أن زوجي ليس لديه عمل ثابت لكنه يبحث عن عمل باستمرار ، واذا وجد ذلك العمل اما ان يكون مؤقتا أو أن مردوده لا يكفي لدفع الديون المتراكمة و فواتير الكهرباء والماء و مصاريف استئجار المنزل " .

واضافت أم أنس بأن لديها أربعة من البنات وثلاثة من الاولاد وجميعهم في أعمار صغيرة فأكبرهم يبلغ من العمر ثمانية سنوات فقط ولا يستطيعون  توفير احتياجاتهم ومصاريفهم  الا بصعوبة بالغة وبأن أغلب متطلباتهم غير متوفرة لصعوبة الظروف الاوضاع المالية لتي يعيشونها .

 

يصعب وصف المنزل  الذي تعيش به أم أنس وعائلتها, فالبيت مكون من غرفتين لا تتسع لهؤلاء البؤساء ومرحاض غير صحي يكاد أن يكون غير صالح للاستخدام  بالإضافة الى مطبخ صغير تعرفه من بعض الاواني القديمة المرتبة في أحد الزوايا ،بالرغم من اهتمام الام بزوايا البيت الا اننا لا نستطيع الا ان نرى البيئة غير الصحية فمن جهة نجد تمديدات الماء المتهالكة والغاز القديم الذي يصارع  ليبقى , ومن الجهة الاخرى الاثاث البسيط  المهترئ الذي عاث عليه الزمن  ومضى ، كما ويظهر التعب ، الحزن،  الاسى،  والبؤس على الاطفال الذين حرموا من أهم حقوقهم ألا وهو العيش في بيت صحي يجدون تحت سقفه قوت يومهم .

تابعت ام انس حديثها حيث عبرت عن خوفها على أطفالها من برد الشتاء القادم, ثم شكرت الله على تيسيره لأهل الخير الذين يمدون يد العون لهم ويقدمون ما يستطيعون لهم ولأطفالهم.

وبالرغم من قسوة الحياة عليهم والمعاناة التي يعانونها الا انها صابرة محتسبة و متوكلة على الله دائما وفي كل شيء وبأن أملها بالله كبير فلن يخيب الله رجائها .

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017