في دراسة حول ظاهرة التسرب من المدارس في مناطق يطا الريفية والتي تطرقت الى التعرف على اسباب التسرب من المدارس ومخاطر هذه الظاهرة، حيث هدفت هذه الدراسة إلى تقصي أسباب تزايد نسبة تسرب الطلبة في مناطق يطا الريفية، حيث أظهرت نتائج هذه الدراسة إن التسرب لدى المدارس المختلطة أكثر من المدارس المنفصلة للذكور والإناث في هذه المناطق، كما أظهرت النتائج إن هناك عدد من الأسباب التربوية تتعلق بالمنهاج الدراسي، والبيئة التعليمية في هذه المناطق تؤثر على الظاهرة، كما أن هناك اسبابا أسرية اجتماعية تتعلق بثقافة الاسرة والمجتمعات الريفية ومستوى تعليم الابوين تؤثر في زيادة نسبة التسرب من المدارس.
وأظهرت الدراسة أيضا إن هناك أسباب اقتصادية تتعلق بمستوى الدخل وتوفر فرص العمل للطلاب وتكاليف التعليم، وأسباب تتعلق بمضايقات الاحتلال والمستوطنين للطلاب والسكان تزيد من نسب التسرب لدى طلاب المدارس الريفية في يطا.
وكانت النتائج التي توصلت لها هذه الدراسة ان أسباب ظاهرة التسرب من المدارس في مناطق يطا الريفية تعود الى عدد من الأسباب الرئيسية كان من أهمها أسباب تربوية تتعلق بالمنهاج والبيئة التعليمية تعود الى الضعف الاكاديمي لدى بعض الطلاب وخاصة في المراحل الثانوية العليا يؤدي الى تسربهم وتركهم لمقاعد الدراسة، وعملية الرسوب المتكرر للطلاب تجعله يترك المدرسة باحثا عن بديل، وعدم توفر بيئة دراسية جيده وخاصة في فصول الصيف والشتاء سبب في ترك الطلاب لمقاعد الدراسة، واستخدام المعلمين للعقاب البدني والنفسي، ونقص الكوادر التعليمية في المدارس المتواجدة في المناطق نائية، وصعوبة المنهاج الدراسي، وعدم اتباع المعلمين لأساليب تربوية حديثة تشوق الطلاب للتعليم، وضعف الدعم الحكومي والاهتمام في المدارس الموجودة في هذه المناطق الريفية.
كما ركزت الدراسة ان هناك اسباب أسرية اجتماعية تتعلق بثقافة الاسرة والمجتمع ومنها عدم تقبل الأهالي والمجتمعات الريفية لفكرة التعليم المختلط، وعدم وعي الأهالي بأهمية التعليم، وضعف مستوى تعليم الابوين يؤثر في ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس، وبعد المدارس عن مكان سكن الطلاب يجعل من الصعب الوصول اليها وخاصة الفتيات.
وتوصلت ايضا الى انه يوجد اسباب اقتصادية تتعلق بمستوى الدخل وتوفر فرص العمل للطلاب وتكاليف التعليم منها سوء الوضع الاقتصادي للأسرة التي تعيش في التجمعات الريفية يجعل من اكمال التعليم عبء على هذه الاسر، وخروج الطلاب للعمل ليتمكنوا من مساعدة اهاليهم، وقيام الطلاب والطالبات بمساعدة اهاليهم في الاعمال وخاصة الاعمال الزراعية، وتكاليف التعليم مقارنة بوضع الاسر الاقتصادي السيء كبير، وتكاليف المواصلات نتيجة بعد المدارس عن مكان السكن.
ومن الاسباب المهمة التي توصلت اليها الدراسة قالت انه يوجد أسباب تتعلق بمضايقات الاحتلال والمستوطنين وتتمثل في كثرة مضايقات المستوطنين للطلاب، واغلاق وهدم المدارس من قبل جيش الاحتلال، وخوف الاسرة من تعرض الجيش للطلاب في الطريق من والى المدرسة، موقع بعض المدارس غير الآمن وقريب من المستوطنات، واعتقال الاحتلال لبعض الطلاب.
لقد خلصت هذه الدراسة الى عدد من التوصيات كان أهمها:
1. على مستوى الحكومة ووزارة التربية والتعليم يجب العمل على النواحي التالية للتقليل من نسبة التسرب من المدارس:
أ. ضرورة إعادة النظر في المنهاج التعليمي للطلاب نظر لصعوبته في المراحل الأساسية.
ب. ضرورة توفير دعم مادي من قبل الحكومة والمؤسسات الداعمة للمدارس في هذه المناطق.
ت. ضرورة بناء قدرات المعلمين في كيفية استخدام أساليب تربوية تعليمية حديثة تساهم في تشويق الطلاب للتعليم، وتساعد الطلاب في فهم المواضيع بسهولة.
ث. ضرورة عمل دروس خصوصية مساندة للطلاب الذين يعانون من ضعف اكاديمي للتغلب على هذا الضعف.
ج. ضرورة منع استخدام العقاب البدني والنفسي اتجاه الطلاب.
ح. تزويد المدارس بالكوادر التعليمية التي تحتاجها بناء على خطة كل مدرسة.
2. على مستوى الاهل والمجتمع يجب العمل على عدد من التدخلات التي تساهم في تقليل نسب التسرب ولمحاربة هذه الظاهرة وهي:
أ. توفير مدارس منفصلة للذكور ومدارس منفصلة للإناث.
ب. توعية الأهالي بأهمية التعليم للطلاب.
ت. تنفيذ ورش عمل حول أثر المشاكل الاسرية على الطلاب للحد منها.
ث. توعية المجتمعات الريفية بخطورة الزواج المبكر.
ج. التعاون مع المؤسسات المحلية والدولية لتوفير مدارس لكل تجمع من التجمعات تكون قريبة على أماكن سكنهم.
3. على مستوى الوضع الاقتصادي للأسرة في المناطق الريفية يجب العمل على عدة مجالات للتقليل من ظاهرة التسرب من المدارس وهي كما يلي:
أ. توفير دعم مالي للأسر التي تعاني من وضع اقتصادي صعب.
ب. تطبيق نظام مجانية التعليم وخاصة للأسر التي تعاني من وضع اقتصادي صعب.
ت. توفير وسائل نقل مجانية للطلاب.
4. على مستوى مضايقات الاحتلال والمستوطنين يجب العمل على ما يلي للتقليل من ظاهرة التسرب من المدارس:
أ. التنسيق مع المؤسسات الدولية لتوفير حماية دولية للطلاب في المناطق التماس مع الاحتلال والمستوطنين.
ب. مساعدة الطلاب في الوصول للمدارس لتجنب الاحتكاك مع جيش الاحتلال والمستوطنين.
ت. توفير مدارس امنة بعيدة عن المستوطنات ومناطق التماس.
يذكر ان هذه الدراسة اجريت خلال في الفترة الواقعة من شهر آب الى كانون اول 2014، وقام بأعدادها كلا من السيد رشاد ابو حميد مدير مركز نرسان الثقافي في يطا وبالتعاون مع ولاء ابو زنيد وصفاء زواهرة، وقد اجريت هذه الدراسة تحت اشراف الدكتور الباحث ابراهيم عوض من جامعة القدس.