بالنسبة إلى الحقول الأكاديمية التي يؤثر أعضاؤها توافر "مسحة من العبقرية" فوق كل الاعتبارات الأخرى فان ثمة رسالة مزعجة موجهة للكليات والجامعات الأمريكية: لا حاجة لان يتقدم أفراد الجنس الآخر بطلبات هذه هي النتيجة التي توصلت إليها دراسة وحاول خلالها الباحثون التعمق في فهم الأسباب التي تحد من تمثيل المرأة في طائفة من المجالات الأكاديمية منها بعض تخصصات العلوم والرياضيات بل أيضا في ميادين أخرى مثل الفلسفة.
أجرى الباحثون دراسة مسحية شملت 1820 من خريجي الجامعات وطلبة الدراسات العليا وأعضاء هيئات التدريس في مؤسسات تعليمية عامة وخاصة في شتى أرجاء الولايات المتحدة، وطلب من المشاركين في الدراسة تحديد المقومات الأساسية اللازمة للنجاح في تخصصاتهم الأكاديمية التي تباينت من مجالات العلوم الطبيعية والدراسات الاجتماعية والإنسانية وحتى الهندسة والعلوم الأخرى.
وتوصلت الدراسة إلى أن المجالات التي قال أعضاؤها إنهم يحبذون فيها بشدة النبوغ العقلي الحاد كالفلسفة والفيزياء والرياضيات كانت تفتقر على الأرجح إلى النساء بين دارسيها، أما المجالات الأكاديمية التي تتراجع فيها "مسحة العبقرية" ومنها التدريس وعلم النفس وعلم السلالات البشرية فكانت تزخر بأعداد أكبر من الجنس الآخر.
وقالت سارة جين ليزلي استاذة الفلسفة بجامعة برنستون التي أشرفت على هذه الدراسة ومعها اندريه سيمبيان استاذ علم النفس بجامعة ايلينوي "المشكلة لا تكمن في قدرات المرأة بل في الموقف من درجة النبوغ المطلوبة" وأضافت ليزلي إنه عندما يبعث الباحثون في مجالات بعينها برسالة مفادها ان الذكاء الفطري الموروث هو أساس النجاح فان مثل هذه الآراء تتحد بالأفكار الثقافية الشائعة الموجودة لتضيق الخناق على مشاركة المرأة في هذه المجالات، وقال سيمبيان إن الباحثين لا يقولون بان المرأة دون الرجل في الذكاء أو أن النبوغ غير ذي أهمية.